جودة البُن اليافعي.. وحكاية (الغش بالزعتر)
د. علي صالح الخلاقي
- أهمية وصول الرئيس عيدروس الزبيدي إلى مركز القرار الدولي
- (أبو اليمامة) القائد الشهيد الأكثر حضوراً
- لا تغضب
- تهانينا للمَهْرَةِ بولادة جامعتها
البُن ثروة ثمينة تزداد قيمتها بمرور السنين، خاصة بعد أن تزايد الطلب على القهوة عالمياً، وتزايد عدد مستهلكيها يوماً عن يوم.
وتشتهر بلاد يافع بزراعة أجود أنواع البُن لما يتميز به من جودة في الطعم والنكهة تجعله مفضلاً ومحبباً لكل من تذوقه، وقد تغنى به الشعراء والفنانون، وقد صدح عملاق الفن أبوبكر بلفقيه مغنياً (يا اليافعي غشوك بالزعتر).
وتجود العديد من الأودية بثمار أشجار البُن، لكن للأسف الشديد أصبحت تنافسه أشجار القات اللعينة التي حرفت اهتمامات الكثيرين إلى زراعته حيث يستأثر بمعظم المخزون المائي، عوضاً عن البن، لما يدره القات من عائد مالي سريع بغض النظر عن تشبعه بالأدوية السامة التي تكثِّر من انتاجيته وتشكل خطراً على صحة متعاطيه ومدمنيه.
ومؤخراً ظهرت مبادرات قيمة لإعادة الاهتمام بزراعة البُن في مناطق يافع ولقيت تجاوباً كبيراً وتحركاً مكثفاً، نأمل أن لا يكون هذا الاهتمام موسمياً وأن يتواصل مستقبلاً ضمن عمل مؤسسي للاعتناء بزراعة البُن الذي يتزايد الإقبال عليه في السوق الداخلية والخارجية، وتوعية وتنوير المزارعين بطرق الري الحديثة التي تساعدهم في تجنب من مخاطر الجفاف، وتشجيعهم ومساعدتهم عبر الجهات الحكومية والمنظمات الدولية لبناء السدود والحواجز الأرضية في أودية زراعة البُن، والتي أعطت نتائج إيجابية في أودية ذي ناخب والعرقة وحفزت المزارعين هناك على التوسع في زراعة البُن وعدم الالتفات إلى أشجار القات، نظراً للعائد المادي الذي أعاد الاعتبار لثمار البُن.
ومسك الختام وللتدليل على جودة البُن اليافعي ومذاقه الذي لا تخطئه لسان، نورد حكاية أغنية بلفقيه (يا اليافعي غشوك بالزعتر)، حيث قيل ان الشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار، رحمه الله، كان عند نظمه لأبياتها في الإمارات بدليل ذكره الخور والبندر في قلب دبي، وكان من عشاق القهوة، وخاصة بالبُن اليافعي بنكهته ومذاقه المميزين، وقد اعتاد إحتساء القهوة في أحد المقاهي، لكنه فوجئ بتغير مذاقها المعتاد، وأدرك أن البن اليافعي قد تعرض للغش بإضافة مواد أخرى نظرا لسعره الباهض وللكسب السريع فتغيرت نكهته ومذاقه، وأطلق المحضار بيته الشهير "يا اليافعي غشوك بالزعتر"، الذي يقصد به البُن اليافعي، لحبه الشديد له، ضمن قصيدته التي غناها بلفقيه، وفيها يقول:
سـير وتخبّر عامليح اسمر
بـارع القامه حالي المنظر
دوَّرت له في الخور والبندر
مـاحـد عَطَاني منه أخبار
عــاده هــنـا أو سـار
هـكـذا يلقي بأهله المهجر
آه يـا بُـنـِّي طـعمك اتْغَيَّر
يـالـيافعي غشّوك بالزعتر
مـاكـسبك الاَّ هَيْل وبَزَار
كــن الــزمـن غـدّار