ابتزاز المنشآت الطبية.. رصاصة حوثية تسلب حق الحياة
"عصفوران أسقطتهما رصاصة حوثية واحدة".. يعبّر هذا الأمر عن جريمة ارتكبتها المليشيات الموالية لإيران، تضمنّت عملًا على ابتزاز المنشآت الطبية، على نحوٍ أولًا يضاعف ثروات المليشيات من جانب، كما يؤدي إلى نسف ما تبقى من قدرات المنظومة الصحية.
الجريمة الحوثية تمثّلت في قرار صادر عن وزارة الصحة في حكومة المليشيات غير المعترف بها، بإغلاق نحو 110 منشآت طبية خاصة في صنعاء، منها 86 منشأة بشكل كلي، و24 بشكل جزئي، وسحب تراخيص العشرات من المراكز الصحية لابتزاز مالكيها ماليًا.
مصادر طبية أكّدت في هذا الإطار، أنّ قرارات مليشيا الحوثي تندرج جميعها في سياق سياسة التطفيش الممنهجة وحملات الابتزاز والنهب والتدمير المنظم.
المليشيات الحوثية تملك باعًا طويلة من جرائم الابتزاز التي طالت كافة المنشآت، وذلك من خلال ممارسة حملات وتهديدات ضدها، من أجل تكوين ثروات ضخمة.
المليشيات لا تفوّت فرصةً أمام فرض الجبايات والإتاوات على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وذلك من أجل تحقيق ثروات طائلة، بالإضافة إلى توظيف هذه الأموال في خدمة أجندة المليشيات الخبيثة.
وكثّفت مليشيا الحوثي، مؤخرًا، فرض الجبايات على المتاجر ورجال الأعمال في صنعاء، والمحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيات.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ المليشيات الحوثية تفرض على ملاك الشركات والمؤسسات والمدارس والمستشفيات والمطاعم والبنوك تعليق الشعارات التي تمجد المليشيات الإرهابية، وهددوا المتخلفين عن تنفيذ ذلك بعقوبات وغرامات مالية.
تصويب المليشيات الحوثية لرصاص إرهابها تجاه المنشآت الطبية أمر يحمل مخاطر ضخمة بالنظر إلى أنّ التردي الصحي الفظيع الذي يعانيه اليمن على مدار سنوات الحرب العبثية.
ويعاني اليمن من أزمة صحية شديدة البشاعة، حيث تفشّت في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين على إثر الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الموالية لإيران في صيف 2014.
وفي ظل تعمّد المليشيات إحداث مزيدٍ من التردي في البيئة الصحية عملًا على تفاقم المأساة، فقد سجّل العديد من الأمراض القاتلة انتشارًا فتاكًا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وتضمن الإرهاب الحوثي ضد القطاع الطبي تعمّد المليشيات شن اعتداءات على المستشفيات والمراكز الطبية، كما أنّها استهدفت في كثيرٍ من المناسبات العاملين في المجال الطبي.