موجات نزوح جديدة تنذر بتصعيد حوثي في البحر الأحمر
كشفت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، اليوم الأحد، عن نزوح أكثر من 167 ألف شخص باليمن خلال عام 2020، وأشارت إلى أن أكثر المناطق التي شهدت معدلات أكبر للنزوح في مأرب وتعز إضافة إلى محافظة الحديدة والتي تشهد استهدافا يوميا للسكان سواء من خلال القصف المدفعي أو عبر الطائرات المسيرة وهو ما ينذر بتصعيد حوثي جديد بالقرب من الساحل الغربي المطل على البحر الأحمر.
يحقق نزوح الأبرياء من محافظة الحديدة أكثر من هدف للمليشيات، إذ أن ذلك يعني أن هناك مناطق أضحت خاوية من السكان ومن الممكن أن تتموضع فيها من أجل تنفيذ هجماتها البحرية التي تصاعدت أيضا خلال الأسبوع الماضي وأحبطتها قوات التحالف العربي، غير أن إخلاء الحديدة من المواطنين يحولها إلى ظهير عسكري للمليشيات الحوثية التي تسعى إلى تهديد الأمن القومي العربي عبر البحر الأحمر.
يرى مراقبون أن تحويل الحديدة إلى منصة لاستهداف الملاحة البحرية يفسر التركيز الحوثي على استهداف المدنيين في مساكنهم طيلة الأشهر الماضية، وبالرغم من أن تلك المناطق مدنية بالأساس ولا تشكل خطرا على العناصر المدعومة من إيران غير أنها تستهدفها من أجل تحقيق أهدافها وخططها العسكرية، وهو أمر يتطلب تدخلات فاعلة للتعامل مبكرا مع الضربات الحوثية قبل أن تطال المواطنين الأبرياء.
تسعى المليشيات الحوثية إلى أن تبقى الحديدة أداة للضغط الدولي على القوى العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تحاصر طهران بسلاح العقوبات، وتستهدف أن يكون هناك ثغرة من الممكن استغلالها لتخفيف حدة العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
واستهدفت مليشيا الحوثي، اليوم الأحد ، منازل المواطنين والمزارع بمديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة بمختلف أنواع الأسلحة، وقصفت المليشيات الحوثية، منازل المواطنين بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والقناصة منذ ساعات الصباح.
حلقت صباح اليوم الأحد، ثلاث طائرات بدون طيار (مُسيرات) لمليشيا الحوثي الإرهابية، في مديرية التحيتا الواقعة جنوب الحديدة، ورصدت القوات المشتركة - بحسب مصدر ميداني - تحليق المُسيرات التي أطلقتها المليشيا في سماء منطقة الجبلية.
شنت مليشيا الحوثي الإرهابية، خلال يوم أمس السبت، 143 هجومًا على أنحاء متفرقة في محافظة الحديدة، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وقذائف المدفعية، ورصدت القوات المشتركة الاعتداءات في مديريات التحيتا وبلدة الجبلية التابعة لها، ومديريتي حيس والدريهمي جنوبي الحديدة، وشملت الهجمات عمليات استهداف مباشر للمدنيين، والمناطق السكنية بالقذائف المدفعية والأسلحة المتوسطة مختلفة العيارات.
ومن جانبها كشفت صحيفة "البيان" الإماراتية، عن استباق مليشيا الحوثي الإرهابية اللقاءات المخطط لها أمميًا في مدينة الحديدة، بتصعيد جديد عبر قصف الموقع المقترح لعمل البعثة الأممية.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أمس السبت، أن اللقاءات التي استؤنفت مؤخرًا للبعثة الأممية، تركزت النقاشات خلالها على عودة عمل لجنة تنسيق إعادة الانتشار وضباط الارتباط للمدينة، واختيار مقر محايد لعمل البعثة.
ولفتت إلى أن المليشيات الحوثية استمرت في خرق اتفاق وقف إطلاق النار وتصعيد العمليات القتالية واستهداف التجمعات المدنية، كما أنها استبقت الاتفاق بقصف الموقع المقترح لعمل البعثة.
ونوهت إلى أن مليشيا الحوثي عطلت عمل بعثة المراقبة الأممية منذ نحو عام تقريبًا، بعدما أقدمت على قتل أحد ضباط الارتباط وسط مدينة الحديدة، وفرض قيود مشددة على تحركات أعضاء البعثة.