سرقة أموال الرواتب.. هل تخفف المليشيات الحوثية أزمة إيران المالية؟

الاثنين 7 ديسمبر 2020 01:21:00
سرقة أموال الرواتب.. هل تخفف المليشيات الحوثية أزمة إيران المالية؟

كشفت وثيقة مسربة من حكومة مليشيا الحوثي عن إيرادات مالية مهولة وصرفيات كبيرة، تؤكد قدرة حكومة المليشيا غير المعترف بها على صرف مرتبات كاملة للموظفين مع تحقيق وفر مالي كبير، غير أن العناصر المدعومة من إيران قامت بسرقة تلك الأموال من دون أن يعرف مصيرها في وقت تقوم فيه بإرسال تقارير يومية إلى السفير الإيراني الجديد لديها، ما يعني إمكانية توظيف تلك الأموال للتخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية التي تعانيها طهران.

بالطبع ما تسرقه المليشيات الحوثية لا يمكن التعويل عليه لحل أزمة طهران الضخمة لكن على الأقل يعمل الحوثيون على توجيه تلك الأموال لصالح دعم عملياتهم العسكرية وجرائمهم الإرهابية بدلا من انتظار الدعم الإيراني الذي تقلص بفعل الأزمات التي يعانيها الاقتصاد الإيراني على مدار العامين الماضيين، وهو ما يمكن تفسيره على أنه دعم ضمني لطهران التي توظف المليشيات لخدمة مصالحها في المنطقة.

وجود سفير لإيران في صنعاء يعد دلالة مهمة على إمكانية توجيه تلك الأموال المسروقة لخدمة مشروعات إيران بالمنطقة، لأنه أضحى متحكما في كل كبيرة وصغيرة تخص المليشيات وبالطبع في القلب منها تعاملاتها المالية، لأن إيران تسعى للاستفادة من العناصر الحوثية بعد أن قدمت لها الدعم السخي على مدار الأعوام الماضية، وتخطط لأن تكون تلك الاستفادة عسكرية وسياسية ومالية أيضا.

وأظهرت الوثيقة الموجهة من محافظ البنك المركزي بصنعاء إلى رئيس حكومة المليشيا المدعومة من إيران، أن المبالغ المصروفة من البنك خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر خلال العام الجاري، بلغت تريليون و182 مليار ريال، وجاء في الوثيقة أن إيرادات ذات الفترة بلغت 530 مليار ريال، مشيرة إلى تمويل العجز من أذون الخزانة والسندات الرسمية.

وقال مصدر مطلع لـ"المشهد العربي"، إن نصف هذا المبلغ يكفي لصرف مرتبات مليون موظف لعام كامل، مشيرًا إلى أن الموظفين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية لا تصل أعدادهم إلى ربع هذا الرقم.

وأضاف المصدر أن ميزانية حكومة المليشيا الإرهابية تتضمن صرف رواتب الموظفين، غير أن هذه المرتبات لا تصرف، مؤكدًا أن قيادات الحوثيين تنهب المال العام، ولفت إلى أن الإيرادات الرسمية هي جزء من إيرادات مهولة للمليشيا لا تدخل عبر القنوات الرسمية، وبينت الوثيقة أن إيرادات شهر أكتوبر فقط 56,1 مليار ريال، فيما بلغت الصرفيات 86,5 مليار ريال.

يأتي ذلك في وقت كشفت فيه مصادر مطلعة في صنعاء أن مليشيا الحوثي الإرهابية تقدم تقارير يومية للقيادي في الحرس الثوري، المعين سفيرًا لطهران لدى الحوثيين المدعو حسن إيرلو.

وقالت المصادر لـ "المشهد العربي" إن المليشيا الإرهابية ترفع التقارير حول التطورات العسكرية والسياسية والاقتصادية إلى السفير إيرلو، ونسخة مماثلة لمكتب زعيمها المدعو عبدالملك الحوثي.

ورأت المصادر أن إعداد المليشيا الحوثية تقارير يومية لسفير النظام الإيراني، دليل على أنه الحاكم الفعلي في صنعاء، مشيرة إلى أن إيرلو يرد على تقارير المليشيا الحوثية بأوامر في هيئة ملاحظات بناء على مضمون التقارير.

وكشفت مصادر، في وقت سابق، أن الإيراني حسن إيرلو يعقد اجتماعات يومية مع القيادات الحوثية تتعلق بالجانب العسكري، وسير عمل حكومة المليشيا غير المعترف بها.