تنظيم القاعدة يحقق أهداف الشرعية بالجنوب

الاثنين 7 ديسمبر 2020 18:01:00
تنظيم القاعدة يحقق أهداف الشرعية بالجنوب

رأي المشهد العربي

كشف الهجوم الذي شنه تنظيم القاعدة الإرهابي، فجر اليوم الاثنين، على نقطة تابعة للقوات المسلحة الجنوبية في مديرية لودر بمحافظة أبين، وأسفر عن استشهاد 6 جنود، أن التنظيم تحول إلى أداة بيد الشرعية تستخدمه لخلق بيئة فوضوية تساعدها على تمرير مخطط احتلال الجنوب وإفشال اتفاق الرياض.

الهجوم الإرهابي الأخير يعبر عن تصعيد نوعي في عمليات تنظيم القاعدة بالجنوب بعد أن نجحت القوات المسلحة الجنوبية بإسناد من القوات المسلحة الإماراتية بتحرير محافظات الجنوب من عناصر التنظيم قبل خمس سنوات تقريبًا، لكن على مدار العام الجاري عمدت الشرعية على إعادة تموضع تلك العناصر مجددًا في مناطق تواجدها من أجل حمايتها في أعقاب فشل تحقيق أي اختراق يذكر على الجبهات في مواجهة أبناء الجنوب.

لا يمكن الفصل بين الحادث الغاشم وبين تعيين زعيم جديد لتنظيم القاعدة في اليمن، الإرهابي خالد باطرفي، المعروف بعلاقته القوية بحزب الإصلاح، وذلك في شهر فبراير الماضي، ويبدو واضحًا أن ما يجري التخطيط له في مأرب على مدار الأشهر الماضية تنفذه العناصر الإرهابية حاليًا في الجنوب، وهو أمر تعامل معه الجنوب بقوة عسكرية أفرزت عن اعتقال عشرات المتسللين من عناصر التنظيم واستهداف عدد من القيادات البارزة.

يستهدف توظيف تنظيم القاعدة من أجل تنفيذ عمليات إرهابية في مناطق مدنية بعيدة عن الجبهات العسكرية إرباك القوات المسلحة الجنوبية، ويخفف الضغط على مليشيات الشرعية التي تتعرض لهزائم متتالية في جبهة الطرية، ما يؤكد خطورة الدور الذي يلعبه التنظيم الإرهابي الذي يحاول استعادة حضوره مجددًا مستفيدًا من تصعيد الشرعية على الجبهات.

التنظيم الإرهابي يستفيد أيضًا من تجميد العملية السياسية بعد أن عرقلت الشرعية اتفاق الرياض، إذ أنه من المعروف أن نشاط التنظيمات يكون أشد شراسة في مناطق تواجه أزمات أمنية وسياسية، وهو أمر يتعامل معه المجلس الانتقالي الجنوبي عبر تشديد قبضته الأمنية وتركيز جهوده العسكرية بما لا يسمح لتوسيع دائرة الاشتباكات، ويعمل على صد الضربات وإخمادها مبكرًا .

الحادث الإرهابي في مديرية لودر يفتح الباب أمام مزيد من الحوادث الغادرة برعاية أطراف إقليمية تعادي التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي في ظل التمويل السخي الذي يتلقاه التنظيم من محور الشر "القطري التركي الإيراني"، بما يساعد على خلق مناطق نفوذ جديدة للتنظيم في محافظات الجنوب مجددًا، تماشيًا مع موجات النزوح من الشمال إلى الجنوب والتي تغلفها الشرعية بأبعاد إنسانية لكنها تشكل الخطر الأكبر على الأمن القومي الجنوبي.

تقف القوات المسلحة الجنوبية صامدة أمام كل هذه المخططات بل إن القوة العسكرية الجنوبية أفسدت العديد من العمليات التي كانت تستهدف تحويل الجنوب إلى كرة لهب لتبديد أي محاولات تستهدف تنفيذ اتفاق الرياض، لكن الأمر بحاجة إلى ضغوطات إقليمية وعربية لإنزال الاتفاق على الأرض، وسد أي ثغرات من الممكن أن توظفها الشرعية للتمدد في الجنوب خلف رايات تنظيم القاعدة الإرهابي.