ضغوطات أميركية على الشرعية تمنح اتفاق الرياض قبلة الحياة
طالبت الولايات المتحدة مليشيات الشرعية بضرورة إفساح المجال أمام تنفيذ اتفاق الرياض، وذلك على لسان مساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد شنكر، اليوم الاثنين، وهي المرة الثانية التي يطلق فيها مسؤول أميركي تصريحات بشأن ضرورة إنزال الاتفاق على الأرض في أسبوع واحد، وذلك في أعقاب حديث مماثل للسفير الأميركي إلى اليمن، كريستوفر هينزل، خلال زيارته إلى محافظة المهرة.
تعطي الضغوطات الأميركية على الشرعية قبلة الحياة لتنفيذ اتفاق الرياض، وذلك بعد أن وجدت مليشيات الإخوان نفسها محاصرة بين ضغوطات قوية يمارسها التحالف العربي وأخرى من المجتمع الدولي متمثلا في أكبر قوى إقليمية عظمى، إلى جانب الضغوطات السياسية والعسكرية التي يمارسها المجلس الانتقالي الجنوبي والذي أفشل جميع مخططات التهرب من تنفيذ الاتفاق.
يرى مراقبون أن الأيام القادمة ستكون حاسمة بشأن تنفيذ بنود الاتفاق من عدمه، وذلك لأكثر من سبب، حيث أن الإدارة الأميركية الحالية سوف تحاول أن تدفع باتجاه تنفيذ الاتفاق قبل أن يترك الرئيس دونالد ترامب منصبه، كما أن وجود إدارة جديدة سيحفز أيضا مسألة تحريك الاتفاق والذي تعرقله قطر وتركيا في ظل توقعات عديدة بأن يمارس بايدن ضغوطاته على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لوقف عملياته الإرهابية في العديد من البلدان.
وكذلك فإن تصعيد الشرعية الحالي في محافظة أبين لن يستمر فترة طويلة، وإما أن تحقق الشرعية نجاحا يقلب موازين القوى السياسية ومن ثم تكون أمام فرصة جديدة لعرقلة الاتفاق، أو تلقى هزيمة جديدة وتكون مضطرة لتنفيذه كما هو في صيغته الحالية من دون إدخال أي تعديلات عليه، وفي ظل صمود القوات المسلحة الجنوبية يمكن القول بأن الفرضية الثانية ستكون أقرب للتطبيق على أرض الواقع.
قال المحلل السياسي الدكتور حسين لقور، إن الأيام القادمة ستكون حاسمة بشأن اتفاق الرياض، مؤكدًا أن الأطراف التابعة للرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي لم تكن راضية عن الاتفاق ووضعت عراقيل كي لا يتم الالتزام بتنفيذه.
وكتب في تغريدة عبر "تويتر": "الأيام القادمة حاسمة. إما وضعت اتفاق الرياض على الطريق الصحيح وتنفيذ بنوده أو سيتم تعليقه ويترك الأمر للقيادات على الأرض تحسم الأمور"، وأضاف: "الجميع يعرف أن أطرافا في تحالف هادي لم تكن راضية عن الاتفاق من البداية، وضعت كل ما يمكن من عراقيل كي لا يتم الالتزام بتنفيذ الخطوات المتفق عليها".
وعلى الرغم من تحشيدها المتواصل ضد الجنوب، فإنّ المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية تواصل تكبّد المزيد من الخسائر على يد القوات المسلحة الجنوبية، وخلال الأيام الماضية، واصلت سيارات الإسعاف، نقل جرحى عناصر مليشيا الشرعية الإخوانية الإرهابية بجبهة أبين إلى مستشفى شقرة العام.
ووصفت مصادر ميدانية هجمات المليشيات الإخوانية الإرهابية بأنها أشبه بالانتحار، مؤكدة أنه يتم صدها وتكبيدها خسائر بشرية هائلة في قطاع الطرية، في وقتٍ تزعم قوتها وقدرتها على فرض احتلالها الغاشم على كافة أرجاء الجنوب.