الإرهاب يضرب الجنوب مرتديا ثوب الشرعية
تصاعدت وتيرة العمليات الإرهابية ضد الجنوب خلال الأسابيع الماضية، وتورط في ارتكابها عناصر من تنظيم القاعدة، بعد سنوات من الغياب عن الساحة الجنوبية، لكن التنظيم الإرهابي يحاول العودة من جديد مرتديا ثوب الشرعية التي عمدت طيلة الأشهر الماضية على إعادة المليشيات الإرهابية إلى الجنوب مجددا لإثارة الفوضى وتحقيق أهدافها الاستعمارية.
لا يمكن تحميل تنظيم القاعدة فقط مسؤولية العملية الإرهابية الغاشمة في مديرية لودر بمحافظة أبين، والتي وقعت اليوم الاثنين، وأسفرت عن استشهاد 5 جنود من قوات الحزام الأمني، لأن هناك عناصر تابعة للشرعية هي من مولت التنظيم الإرهابي وأفسحت له المجال من أجل ارتكاب جرائمه الإرهابية في الجنوب.
كما أن الحادث يحقق أهداف الشرعية في المقام الأول وليس التنظيم الإرهابي الذي يجد صعوبة في استعادته قوته التي فقدها منذ أن ظهر تنظيم داعش الإرهابي، لأن الشرعية هي من تبحث عن ثغرات من الممكن أن تنفذ من خلالها إلى أبين ومن ثم تهديد العاصمة عدن، وبالتالي فإن الإرهاب هذه المرة يأتي من بوابة حكومة الاحتلال اليمني الذي تستهدف السيطرة على مقدرات الجنوب.
يرى مراقبون أن القاعدة تأتي إلى الجنوب هذه المرة من أجل حماية مليشيات الإخوان، تنفيذا لاتفاقيات جرت بين قيادة التنظيمين خلال الأشهر الماضية في مأرب، ويظهر ذلك عبر توظيف تنظيم القاعدة من أجل تنفيذ عمليات إرهابية في مناطق مدنية بعيدة عن الجبهات العسكرية إرباك القوات المسلحة الجنوبية، ويخفف الضغط على مليشيات الشرعية التي تتعرض لهزائم متتالية في جبهة الطرية.
وندد مغردون جنوبيون، بجريمة استهداف ستة من جنود القوات المسلحة الجنوبية في لودر، عبر هاشتاج الإرهاب يستهدف الجنوبيين فقط، مستنكرين مخطط الشرعية الإخوانية لإغراق الجنوب بالدماء.
واستهدفت عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، نقطة عسكرية للقوات الجنوبية في لودر، فجر اليوم الاثنين، قبل هروبها على طريق تنتشر عليه ارتكازات مليشيا الشرعية الإخوانية.
وشددوا على أن العدوان الغادر يؤكد أن الجنوب كله مستهدف دون تمييز، داعين الجنوبيين إلى الدفاع عن وطنهم وشعبهم بكل قوة وحزم، وأكدوا أن أساليب الغدر والخديعة لن تنجح في ردع الجنوبيين عن السير نحو الاستقلال واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.
ونبهوا إلى أن القوات المسلحة الجنوبية لن تقف مكتوفة الأيدي، أمام الجرائم الإرهابية التي تستهدف أبطالها أو الجنوبيين من المدنيين، مطالبين المواطنين بالالتفاف حول القوات الجنوبية، في مواجهة منهج الشرعية الإخوانية في إيواء العناصر الإرهابية لاستهداف الجنوبيين.
ومن جانبه اتهم المحلل السياسي الدكتور حسين لقور، الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي ونائبه الإرهابي علي محسن الأحمر، والمدعو أحمد الميسري، بالمسؤولية عن هجوم تنظيم القاعدة الإرهابي على نقطة تابعة للقوات المسلحة الجنوبية بمدينة لودر بمحافظة أبين.
وكتب في تغريدة عبر "تويتر": "دون مواربة و لا تردد المسؤولون عن هجوم القاعدة الإرهابي في لودر على جنود الحزام الأمني هم رئيس الشرعية ونائبه ووزير داخليته الذين آووا القاعدة واستقبلوا عناصرها من كل مكان إلى أبين بل وضموهم إلى قواتهم الرسمية"، وأضاف: "دماء شهداء لودر لا يجوز التسامح مع مرتكبيها ومن يقف وراءهم".
قال الناشط السياسي علي الأسلمي، اليوم، إن الإرهاب عاد بقوة إلى شبوة وأبين بسبب الشرعية ومليشياتها الإرهابية، وكتب في تغريدة عبر "تويتر": "الإرهاب عاد بقوة إلى شبوة وأبين اليوم سيارة مفخخة انفجرت في نقطة للحزام الأمني بمحافظة أبين بركات الشرعية الإرهابية ومن يقف خلفها بعد أن تطهرت هاتان المحافظتان اللتان تحولتا إلى إمارات إسلامية للإرهابيين منذ 2006م".