عجلة الزمن لن تعود للوراء في الجنوب
رأي المشهد العربي
حققت القوات المسلحة الجنوبية جملة من البطولات منذُ العام 2015 وحتى وقتنا هذا، واستطاعت أن تحرر الجنوب من المليشيات الحوثية وعناصر التنظيمات الإرهابية وفي القلب منها تنظيم القاعدة، قبل أن تطرد المجاميع الإرهابية التابعة للشرعية من العاصمة عدن ونهاية بالانتصارات المهمة التي حققتها في جبهتي أبين والضالع.
كل هذه النجاحات والانتصارات تجعل الجنوب أكثر هدوءًا في التعامل مع حادث أبين الإرهابي الذي استهدف 6 جنود من الأمن الجنوبي، إذ أنه أضحت هناك خبرات لدى القوات الجنوبية والأجهزة الأمنية بكيفية التعامل مع هذا النوع من العمليات الإرهابية، من دون أن يكون هناك مجال لإثارة الفوضى في محافظات الجنوب.
بالرغم من وجود أزمات أمنية واقتصادية واجتماعية في الجنوب بفعل حرب الخدمات التي تشنها الشرعية لكن هناك صمودا جنوبيا على الجبهات، وتمكنت القوات المسلحة الجنوبية من إحباط جميع المحاولات التي هدفت إلى إعادة الجنوب إلى أوضاع ما قبل العام 2015، والذي شهد مشاركة فاعلة من القوات الجنوبية والقوات المسلحة الإماراتية تحت وعاء التحالف العربي لتحريره من براثن الإرهاب الغاشم.
تحاول الشرعية إعادة عجلة الزمن إلى ما قبل انطلاق عاصفة الحزم من أجل تحقيق مصالح قطرية تركية إيرانية لكنها ستواجه بكل قوة وحسم من قبل القوات المسلحة الجنوبية وأيضًا التحالف العربي الذي حقق نجاحات عسكرية مهمة وأحبط خطط إيران الساعية للسيطرة على اليمن والتحكم في قراره السياسي كما الحال في لبنان مثلًا.
وجود قوات مسلحة جنوبية مدربة وكذلك أجهزة أمنية أضحت لديها خبرات في التعامل مع التنظيمات الإرهابية يشكل حائط صد أمام محاولات تنظيم القاعدة إعادة تموضعه مجددًا في الجنوب، كما أن الأخطار الإقليمية التي يشكلها تواجد تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات الإرهابية في الجنوب سيدفع باتجاه تكثيف التحالف العربي من جهوده السياسية والعسكرية لمنع حدوث ردة إلى الوراء.
تأخير تنفيذ اتفاق الرياض أكثر من ذلك لن يكون في صالح الجنوب أو التحالف العربي، وأصبح مطلوبًا حسم الأمر في أسرع فرصة ممكنة، لأن حالة الجمود التي أصابته تفتح الباب أمام استمرار حالات نزوح العناصر الإرهابية من الشمال باتجاه الجنوب، وأصبح مطلوبًا إنهاء اختطاف جماعة الإخوان الإرهابية لسلطة اتخاذ القرار داخل الشرعية التي سلمت جبهات الشمال وتبحث عن موطئ قدم بالجنوب.
لن يقبل الجنوب بأن يهدده الإرهاب مجددًا بعد أن تمكن من الانتصار عليه، ولن تستطيع الشرعية توظيف عناصر القاعدة لتحقيق أهدافها لأن هناك إدراكا بأن ما يجري حاليًا ما هي إلا أساليب ملتوية تنتهجها الشرعية من أجل احتلال الجنوب، في حين أن هناك وعيا جنوبيا بأن قطار استعادة الدولة انطلق دون رجعة، وأن تحرير الجنوب من الاحتلال اليمني ما هو إلا مسألة وقت.