قبضة الحوثي على المؤسسات.. طريق المليشيات نحو الثراء الفاحش
من تحت أنقاض الحرب، تواصل قيادات المليشيات الحوثية العمل على تحقيق ثروات ضخمة من خلال نهب أموال المؤسسات والقطاعات الخاضعة لها.
ففي خطوة جديدة فضحت كثيرًا من الخبث الحوثي، رفعت المليشيات رواتب أعضاء هيئة مكافحة الفساد التابعة لها، بعد أن استطاع القيادي الحوثي أحمد حامد المعين من المليشيات مديرًا لمكتب رئاسة الجمهورية في صنعاء استخدام هذه الهيئة في صراعاته.
مصدر مطلع أبلغ "المشهد العربي" أنَّ القيادي أحمد حامد المعروف بكنية (أبو محفوظ) طلب من أعضاء هيئة مكافحة الفساد، رفع رواتبهم بعد قرارات كانت الهيئة قد اتخذتها بناء على طلبه منها إيقاف وزير المياه والبيئة الحوثي نبيل الوزير عن العمل إلى جانب قيادات إدارية في وزارته.
أبو محفوظ وافق على رفع رواتب أعضاء هيئة الفساد الحوثية من مليون ريال شهريًا، إلى مليون ونصف المليون ريال.
ويسعى القيادي الحوثي أبومحفوظ لإخضاع هذه الهيئة بيده لاستخدامها ضد أي قيادي حوثي أو مسؤول في حكومة المليشيا غير المعترف بها.
اللافت أنّ مليشيا الحوثي تواصل حرمان موظفي هيئة مكافحة الفساد من مرتباتهم، وتغدق على الأعضاء، وهذه المرتبات الرفيعة للقيادات الحوثية يقابلها حرمان الموظفين في مناطق سيطرة المليشيات المدعومة من إيران من الرواتب.
هذه الخطوة الحوثية الخبيثة تُضاف إلى سلسلة طويلة من الإجراءات التي تتخذها المليشيات وعملت من خلالها على تكوين ثروات ضخمة، في وقتٍ يعاني فيه السكان من أزمات معيشية قاتمة.
وطوال الفترة الماضية، تفرض المليشيات الحوثية قبضة غاشمة على مفاصل الاقتصاد بشكل كامل، وتمارس العديد من جرائم النهب والفساد، بما يُمكّنها من تكوين ثروات ضخمة.
وأدّت الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014 إلى تردٍ اقتصادي كبير، وتزايد نسبة الفقر، وقد كشف تقرير أممي أنّ الحرب حرمت اليمن من تضاعف الناتج المحلي ثلاث مرات من 2014 إلى 2030.
الإجرام الحوثي يؤدي بشكل مباشر إلى خنق السكان، حيث تفاقمت مؤخرًا، الأزمات الإنسانية التي تكبّدها السكان من جرّاء إرهاب المليشيات، في وقتٍ يتوسّع هذا الفصيل الإرهابي في العمل على تحقيق الكثير من الثروات.