كوميديا الحوثي السوداء.. فساد المليشيات يبلغ هيئة المكافحة المزعومة

الخميس 10 ديسمبر 2020 23:10:00
كوميديا الحوثي السوداء.. فساد المليشيات يبلغ هيئة المكافحة "المزعومة"

أي كوميديا سوداء تلك التي تسود في المعسكر الحوثي الذي لم تخلُ جرائمه مما يصفه الكثيرون بأنّه "العجب العجاب".

الحديث هنا عن هيئةٍ حوثية يفترض أنّها تكافح الفساد لكنّها غرقت هي في فساد مدقع، وهي هيئة مكافحة الفساد الحوثية، التي قررت فصل 70 موظفًا بمبرر تغيبهم عن العمل.

وفي التفاصيل، يريد أعضاء هيئة مكافحة الفساد الحوثية من الموظفين الدوام من غير رواتب، فيما كل واحد منهم يتقاضى مليون ريال شهريا، قبل أن يتم رفع رواتبهم بنسبة 50 % ليصل إلى مليون ونصف المليون ريال شهريًا.

ولم يستطع الموظفون المشمولون بقرار الفصل الدوام بسبب البحث عن مصدر دخل جراء انقطاع الرواتب، غير أن القيادات الحوثية في الهيئة لا تنظر إلى هذا الجانب الإنساني.

في المقابل، فإن 11 عضوًا لهيئة الفساد الحوثية يتسلمون أكثر من 16 مليون ريال رواتب شهرية، وهو المبلغ كفيل بمعالجة رواتب الموظفين في الهيئة.

هذه الواقعة يمكن القول إنّها تحمل قدرًا كبيرًا من الدلالات على حالة العبث التي يدير بها الحوثيون المناطق الخاضعة لسيطرتهم الخبيثة، وكيف أنّ الفساد استشرى داخل هذا المعسكر.

اللافت أنّ الفساد الحوثي وصل إلى الهيئة التي من المفترض أنّها تعمل على مكافحة الفساد، وهذا يعني أنّنا أمام هيئة صورية لا تلعب أي دور في مكافحة الفساد، بل على العكس فهي إحدى هيئات المليشيات التي تمارس فسادًا على صعيد واسع.

وبشكل عام، يمكن القول إنّ المليشيات الحوثية كوّنت بيئة خصبة لتفشي الفساد في أركانها على صعيد واسع، وذلك بالنظر إلى الجرائم العديدة التي يتم ارتكابها في هذا الصدد.

وطوال الفترة الماضية، توسّعت المليشيات الحوثية في ارتكاب جرائم الفساد المُنظم في مختلف القطاعات والمفاصل الحيوية، بما فيها المؤسسات والهيئات والصناديق ذات الإيرادات المالية.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ جرائم الفساد والسطو الحوثية رافقها ارتكاب المليشيات سلسلةً من الممارسات غير القانونية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، مثل استهداف برامج الحماية الاجتماعية، إلى جانب قيامها بنهب كافة مدخراتها ومواردها، ما تسبب بتعميق الفقر وارتفاع نسبه.