مليشيات الشرعية التهديد الأكبر لاتفاق الرياض

الجمعة 11 ديسمبر 2020 17:59:00
مليشيات الشرعية التهديد الأكبر لاتفاق الرياض

رأي المشهد العربي

ينتظر الجنوب أسبوعا حاسما بدءا من اليوم الجمعة لحين إعلان تشكيل حكومة كفاءات بعد انتهاء التحالف العربي من الإشراف على تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، بحسب ما جاء في بيان التحالف، أمس الخميس، والذي أكد اعتزامه الإشراف على فصل القوات العسكرية في أبين وإعادة انتشارها للجبهات.

سيكون التحالف العربي أمام مهمة ثقيلة لأن الشرعية عمدت خلال الأشهر الماضية على الزج بمئات العناصر الإرهابية إلى محافظتي شبوة وأبين، وأضحى هناك تحالفا معقدا بين التنظيمات الإرهابية وفي القلب منها تنظيم القاعدة وبين قوات الشرعية، إضافة إلى وجود تنسيق موازي مع المليشيات الحوثية، ظهر ذلك واضحا في عمليات التصعيد التي شهدتها أبين خلال الأيام والأسابيع الماضية، بالتزامن مع تصعيد الحوثي في الضالع.

ينص الشق العسكري من اتفاق الرياض على عودة جميع القوات التي تحركت من مواقعها ومعسكراتها الأساسية باتجاه محافظات عدن وأبين وشبوة منذ بداية شهر أغسطس 2019 إلى مواقعها السابقة بكامل أفرادها وأسلحتها لتحل محلها قوات الأمن التابعة للسلطة المحلية في كل محافظة.

ما يعني أن مليشيات الشرعية سيكون عليها العودة مرة أخرى إلى معسكراتها في مأرب، وهي المواقع التي تحركت منها تلك العناصر باتجاه الجنوب، وهو أمر سيحتاج إلى جهود حثيثة لإحداثه، والأهم من ذلك أنه يتطلب وجود رغبة حقيقة من قبل تلك المليشيات في ترك المواقع التي احتلتها في الجنوب والعودة مجددا إلى مناطقها الشمالية.

لا تكمن المشكلة فقط في قوات الشرعية لكن هناك عناصر إرهابية وصلت تحت وعاء الشرعية إلى حدود محافظة أبين، تلك العناصر تقاتل في صفوف الشرعية وسيكون عليها الانسحاب أيضا كما الحال بالنسبة لقوات الجيش، وهو ما يتطلب التعامل مع جميع المليشيات المسلحة التي تعمل لصالح الشرعية والتي حاولت قلب موازين القوى العسكرية على الأرض خلال الفترة الماضية.

لن يكون مسموحا بأن تعلن الشرعية عن سحب قواتها في حين أن العناصر الإرهابية التي دفعت بهم إلى الجنوب مازالوا يقبعون في مواقعهم، لأن أساس إنجاح حكومة الكفاءات المقبلة يتمثل في عودة الهدوء مجددا في المحافظات الجنوبية وتوجيه سلاح قوات الشرعية صوب المليشيات الحوثية وليس أبناء الجنوب الأبرياء الذين عانوا ويلات إرهاب هذه العناصر طيلة السنوات الماضية.