أزمة اليمن المرعبة.. كيف أشعل الحوثيون لهيب المجاعة؟

الجمعة 11 ديسمبر 2020 18:19:00
 أزمة اليمن المرعبة.. كيف أشعل الحوثيون "لهيب المجاعة"؟

يبدو أنّ مجاعةً مرعبة تطرق الأبواب بشكل مخيف في اليمن، ضمن كلفة إنسانية غاشمة خلّفتها الحرب الحوثية العبثية القائمة منذ صيف 2014.

ففي تنبيه مرعب، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أنّها رصدت ظروفًا شبيهة بالمجاعة بين الأطفال.

المنظمة قالت في بيانٍ، إنّه على الرغم من التحذيرات المتكررة، يواجه اليمن أزمة تغذية، مشيرةً إلى أنَّ مليونين و100 ألف طفل يعانون من سوء التغذية، بالإضافة إلى 358 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.

يُضاف هذا التحذير المرعب إلى سلسلة من التقارير والبيانات الأممية التي وثّقت هول ما يعيشه اليمن من أزمات إنسانية لا تُطاق على الإطلاق.

وإحدى المآسي التي خلّفتها الحرب الحوثية هي أزمة الجوع الحادة التي عانى منها ملايين السكان، وربما هي أبشع الأزمات التي أفرزتها الحرب الحوثية.

وقبل أيام، كشفت ثلاث منظمات أممية، في بيان مشترك، أنّ اليمن على شفى المجاعة مجددًا، مشددة على ضرورة أن تكون "الأرقام المقلقة" لمعدلات انعدام الغذاء في البلاد، بمثابة نداء إلى العالم.

وفي التفاصيل، توقع برنامج الأغذية العالمي ومنظمتا فاو ويونيسف زيادة أعداد الذين يواجهون ثاني أعلى مستوى لانعدام الأمن الغذائي في البلاد من ثلاثة ملايين و600 ألف شخص إلى خمسة ملايين شخص في النصف الأول من العام المقبل.

من جانبه، حذر مدير برنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، من تجاهل ملايين العائلات التي في أشد الحاجة إلى المساعدات.

اليمن يعاني من أزمة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم، وهذا الوضع المرعب يستلزم ضرورة التدخّل بشكل حاد من قِبل المجتمع الدولي عملًا على نزع فتيل الحرب وإخماد لهيبها، بعدما جنت على الأخضر واليابس.

الأرقام الأممية تقول إنّ 80% من السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء على قيد الحياة، كما أنّ ما يقرب من 10 ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة، مؤكدةً أن سوء التغذية قد تسبب في العديد من حالات الوفاة.

فضلًا عن ذلك، هناك ما بين 71-78٪ من السكان - بحد أدنى 21 مليون شخص- قد سقطوا تحت خط الفقر قبل أشهر، كما تسبّبت الحرب الحوثية في توقف الأنشطة الاقتصادية على نطاق واسع، ما تسبب بنقصان حاد في فرص العمل والدخل لدى السكان في القطاعين الخاص والعام.

رقميًّا أيضًا، هناك ثمانية ملايين شخص فقدوا مصادر رزقهم أو يعيشون في مناطق حيث يتوفر الحد الأدنى من الخدمات إن لم تكن معدومة، وتشهد معدلات البطالة ارتفاعا بصورة مستمرة.

هذا الوضع المتدهور لم ينجم فقط عن الجرائم التي ارتكبها الحوثيون على الصعيد العسكري التي حرمت السكان من مقومات الحياة، لكن هناك إجرامًا حوثيًّا آخر لعب دورًا مباشرًا في تفاقم المأساة وهي جرائم نهب المساعدات.

وتملك المليشيات الحوثية باعًا طويلة فيما يتعلق بالعمل على نهب المساعدات الإنسانية التي يفترض أن تصل إلى السكان لتعينهم على مكافحة الأعباء الناجمة عن الحرب.

إضافةً إلى ذلك، فقد عملت المليشيات كذلك على زرع العراقيل أمام المنظمات المعنية بالعمل الإغاثي وهو ما حرمها من الوصول لمستحقي الدعم والغوث، على نحوٍ فاقم المأساة.