ما دلالات التزام الجنوب بالشق العسكري لاتفاق الرياض؟

السبت 12 ديسمبر 2020 14:45:00
ما دلالات التزام الجنوب بالشق العسكري لاتفاق الرياض؟

كما كان متوقعًا،كانت الجنوب عند حسن الظن فيما يتعلق بالالتزام الدائم واللامشروط باتفاق الرياض، حرصًا على إنجاح هذا المسار الاستراتيجي.

البداية كانت مع إعلان التحالف استيفاء الترتيبات النهائية لتشكيل حكومة مناصفة وفصل القوات عسكريًّا، ضمن آلية تنفيذية قوية لإنجاح اتفاق الرياض.

على الأرض، تجلّى الالتزام الجنوبي سريعًا، حيث سحبت القوات المسلحة الجنوبية، وحدات من قواتها المتمركزة في جبهة أبين.

وتراجعت الوحدات الجنوبية إلى مواقعها السابقة، تحت إشراف من التحالف العربي، وفقًا لخارطة الانتشار المحددة.

بدوره، أكَّد التحالف العربي أن عملية فصل القوات في أبين وخروجها من العاصمة عدن مستمرة، موضحًا أنها تخضع لإشرافه.

وقال بيانٌ صادرٌ عن التحالف أنَّ خطوات الفصل وخروج القوات من مواقع التماس تسير وفق الخطط العسكرية.

بيان التحالف تضمّن إشادة بالتزام وجدية المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية في تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض.

ما جرى على الأرض مثّل أمرًا متوقعًا ومنتظرًا بشكل كبير، كيف لا والجنوب في الأساس يبدي التزامًا كاملًا ببنود اتفاق الرياض وحرصه على إنجاح هذا المسار الاستراتيجي شديد الأهمية.

التزام الجنوب بالشق العسكري لاتفاق الرياض أمرٌ يحمل نوايا جنوبية أصيلة تقوم على الجنوح نحو السلام، وإفساح المجال أمام تحقيق تهدئة سياسية وعسكرية، تسهم في نهاية الأمر في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.

الجنوب من هذا المنطلق، يقدّم دليلًا جديدًا على أنّه يظل دومًا جزءًا من المشروع القومي العربي الذي ينفّذه التحالف من أجل التصدي للتمدّد الفارسي في المنطقة، عبر إفشال المشروع الحوثي الخبيث.

هذا الالتزام وهذه الجدية من قِبل القيادة الجنوبية تظل مرهونة بحفظ أمن الجنوب، واستنادًا إلى تجربة الفترة الماضية، فإنّ القوات الجنوبية تظل قادرة على حفظ وصون أمن الوطن في أي وقتٍ يتعرّض فيه لاعتاداء غاشم وخبيث.