انسحابات شكلية لمليشيا الشرعية

الأحد 13 ديسمبر 2020 18:00:00
انسحابات شكلية لمليشيا الشرعية

رأي المشهد العربي

قبل أن يجف حبر اتفاق الرياض، أو تنفض وفود المفاوضين في نوفمبر من العام الماضي، تعجلت الشرعية الإخوانية الانقضاض عليه، والالتفاف حول التزاماتها.

ضربت الشرعية آمال المجتمع الدولي، والحلفاء الإقليميين بتصعيد عسكري في الجنوب رافقته موجة إعلامية مناهضة للاتفاق قادها إعلام تنظيم الإخوان الإرهابي، لإشعال حرب يعلو أزيز رصاصها على صوت الحكمة في الرياض.

واستعانت قيادات الشرعية الإخوانية بكل أدوات الشر من حشد العناصر الإرهابية من مأرب، وحصار اقتصادي وإغراق بموجات من النازحين، لتكديس الأزمات في الجنوب على مدار 13 شهرًا، صمد خلالها شعب الجنوب بإرادة حرة ويقين لا ينازعه ريب في عدالة قضيته، مؤمنا بحكمة وصلابة القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي.

لجأت الشرعية للدفع بمليشياتها الإرهابية إلى أبين، لفتح جبهة موازية لجبهات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، في تكالب مسعور على الجنوب، على أمل واحد، زعزعة المجلس الانتقالي الجنوبي عن أهدافه، باعتباره المُفَوَّض الشرعي من شعب الجنوب.

ومع تصاعد مخططات الشر، فوجئت الشرعية الإخوانية بصمود أسطوري لشعب الجنوب وقواته المسلحة، قضت على فرص المماطلة، وآمال الحسم العسكري الذي فضلته الشرعية على مجابهة عدوها في الشمال، لتقبل بشكل تكتيكي تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض.

خطوة استقبلتها دول التحالف العربي ودوائر صنع القرار الدولية والإقليمية بترحيب واسع، بعد طول انتظار، رغبة في حقن الدماء التي لطالما استباحتها الشرعية الإخوانية.

في المقابل تجاوب المجلس الانتقالي الجنوبي، لإبداء حسن النية، بقبول خطة التحالف العربي لإعادة الانتشار، وانتقلت ألوية القوات المسلحة الجنوبية من جبهة أبين، إلى جبهتي كرش ويافع.

غير أن الوقائع على الأرض، أثبتت تعمد الشرعية الإخوانية التلاعب بتطبيق التزاماتها بالشق العسكري من الاتفاق عبر سحب وحدات وهمية قوامها مدنيون بزي عسكري من خطوط التماس بجبهة أبين، أو التراجع بتعزيزات عسكرية وصلت إلى خطوط التماس قبل أيام.

ويؤشر تكتيك التضليل العسكري لمليشيا الشرعية الإخوانية، على نوايا خبيثة لقيادات الشرعية الإخوانية من القبول الشكلي لتنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، يهدد بنسف الاتفاق كليا.