الهروب من السلام يضع أبرياء اليمن على حافة الموت

الاثنين 14 ديسمبر 2020 23:58:00
الهروب من السلام يضع أبرياء اليمن على حافة الموت

توالت التحذيرات الأممية والدولية من مواجهة آلاف الأبرياء في اليمن خطر الموت جراء الأزمات التي يعانونها بعد ست سنوات من اندلاع الحرب التي شنتها المليشيات الحوثية، وذلك تزامنا مع بدء عام جديد تبدو فيه العملية السلمية غير واضحة المعالم في ظل رغبة طاغية من قبل العناصر المدعومة من إيران وكذلك مليشيات الشرعية في الهروب من استحقاقات الحل السياسي.

تتهرب المليشيات الحوثية من السلام أملا في الحصول على مزيد من المكاسب في ظل التنسيق والتعاون الخفي بينها وبين الشرعية في محافظات الشمال، وتعَول على تسلمها مزيدا من الجبهات قبل أن تجلس على طاولة المفاوضات بما يجعلها أكثر حظا في الحصول على مكاسب سياسية على الأرض وفقا لما تستحوذ عليه من مناطق جغرافية في محافظات الشمال.

وكذلك الأمر بالنسبة للشرعية التي تحاول هنا وهناك من أجل إعادة ترتيب أوضاعها بعد أن فقدت أجزاء كبيرة من مناطق سيطرتها والتي سلمتها للمليشيات الحوثية أملا في إيجاد موطئ قدم لها في الجنوب، لكن جميع مؤامراتها فشلت حتى الآن على يد القوات المسلحة الجنوبية، ما يجعلها أيضا غير راغبة في السلام في الوقت الحالي سواء كان ذلك على مستوى معكسر مواجهة المليشيات الحوثية متمثلا في اتفاق الرياض أو على مستوى الدخول في مفاوضات شاملة على نطاق أوسع مع المليشيات الحوثية.

أمام المواقف المتعنتة من قبل الطرفين يجد ملايين الأبرياء أنفسهم أمام شبح الموت في ظل انعدام المساعدات الأممية التي تقلصت بصورة كبيرة بحجة سرقتها من قبل المليشيات الحوثية وكذلك عناصر الشرعية، في ظل حالة الفساد التي تبتلع أي موارد وتوجيهها لصالح المجهود الحربي لكلا الطرفين.

وقبل أيام حذرت الأمم المتحدة، من تأرجح اليمن على حافة الانهيار الكامل، داعية إلى توفير التمويل العاجل لمساعدة أكثر من 80% من السكان، مؤكدة أن عدم وجود الطعام الكافي سيقود إلى أعلى مستويات من انعدام الغذاء.

كما حث برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي حدوث المجاعة في اليمن، إذ تشير معطيات الأمم المتحدة بشأن انعدام الأمن الغذائي، ووجود ظروف شبيهة بالمجاعة في اليمن في الوقت الحاضر.

وحذر السيد طومسون فيري المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي من أن "المجاعة في اليمن قنبلة موقوتة، ويجب على العالم أن يتحرك الآن قبل انفجارها".

وأضاف فيري أن "عدد سكان اليمن 30 مليونا وخمسمئة ألف شخص، منهم 24 مليونا وثلاثمئة ألف يحتاجون إلى نوع ما من المساعدة الإنسانية، ونحو 6 ملايين لا يستطيعون توفير الطعام لأنفسهم. هذه كارثة، هذه قنبلة موقوتة ويحتاج العالم أن يتصرف الآن".

وبحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن درجة واحدة فقط تفصل 3.6 مليون يمني عن المجاعة وقد يرتفع هذا العدد إلى 5 ملايين بحلول يونيو، بحسب معطيات الأمم المتحدة.