سكانٌ في كهوف الجبال.. حرب حوثية سلبت حق الحياة

صنعت الحرب الحوثية أزمة إنسانية شديدة الفداحة، تُصنّفها تقارير أممية بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.

ففي توثيق مرعب لهول الأزمة في اليمن، اتهمت صحيفة "البيان" الإماراتية، مليشيا الحوثي بالتسبب في أوضاع إنسانية كارثية، إلى جانب تدهور القطاع الاقتصادي.

الصحيفة قالت إنَّ سياسات مليشيا الحوثي أوصلت آلاف الأسر إلى المجاعة؛ بسبب الفقر والنزوح الجماعي.

وأضافت أنَّ هذه السياسات جعلت بعض الأسر تلجأ للعيش في كهوف الجبال، وتحويلها مساكن لهم ولأسرهم في أوضاع معيشية صعبة.

وأشارت إلى أنَّ هؤلاء السكان يعملون خلال موسم الزراعة في جني المحاصيل، مقابل أجور زهيدة تسد بالكاد جوعهم، أو جمع الحطب من الجبال ومن ثم بيعها، كما يلجأ الأطفال والنساء لممارسة التسول في المناطق القريبة.

يُضاف هذا التوثيق المؤلم إلى العديد من التقارير التي رسمت لوحة حزينة وثّقت هول ما يعانيه ملايين اليمنيين من أزمات إنسانية قاتمة، نجمت عن الحرب التي طال أمدها أكثر مما يُطاق.

وتعمّدت المليشيات الحوثية صناعة أزمات إنسانية بغية تعقيد الأوضاع الإنسانية بشكل كبير، بما يضمن لها تحقيق مزيد من المكاسب، لعل أبرزها تمكّنها من مواصلة جرائم النهب والسطو، في وقتٍ يعاني فيه السكان من أزمات إنسانية مرعبة.

ولا شك أنّ الجوع يمثّل أحد أكثر الأزمات المؤلمة التي نجمت عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، حيث يفتقد السكان بشكل كبير القدرة على توفير وجباتهم.

ومؤخرًا، كشفت ثلاث منظمات أممية، في بيان مشترك، أنّ اليمن على شفى المجاعة مجددًا، مشددة على ضرورة أن تكون "الأرقام المقلقة" لمعدلات انعدام الغذاء في البلاد، بمثابة نداء إلى العالم.

وتوقع برنامج الأغذية العالمي ومنظمتا فاو ويونيسف زيادة أعداد الذين يواجهون ثاني أعلى مستوى لانعدام الأمن الغذائي في البلاد من ثلاثة ملايين و600 ألف شخص إلى خمسة ملايين شخص في النصف الأول من العام المقبل.

كما حذر مدير برنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، من تجاهل ملايين العائلات التي في أشد الحاجة إلى المساعدات.

يكشف ذلك هول الأوضاع الإنسانية في اليمن، على نحوٍ يفرض على المجتمع الدولي التخلي عن سياساته التي توصف بشكل كبير على أنّها رخوة، لا تُظهِر عينًا حمراء للمليشيات لوقف إجرامها الذي تخطّى كل الخطوط الحمراء.