ما دلالة زيادة الاشتباكات المسلحة في مناطق الحوثيين؟
شهدت الأيام الماضية توسعا في رقعة الاشتباكات المسلحة بالمناطق التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية، إذ كانت هناك حالة من الفوضى عمت أسواق صنعاء، ووقعت اشتباكات ثانية في محافظة إب بين القبائل الموجودة هناك، إضافة إلى التوتر الحاصل في تعز على خلفية قيام شاب يتبع للمليشيات بقطع طريق مفرق الزبيرة، الخاضعة لسيطرة المليشيا الإرهابية، بمحافظة تعز، واحتجازه المسافرين من أبناء منطقة قدس.
بالطبع هناك دلالات عديدة على زيادة رقعة الفوضى، إذ أن هذا يبرهن على أن المليشيات الإرهابية لم تعد قادرة على السيطرة بشكل كامل على مناطق وجودها، في ظل الخلافات الداخلية بين عناصرها والتي اتسعت دائرتها بصورة كبيرة ووصلت إلى مستوى القيادات العليا، ويبدو أن الأمر يرتبط برغبة كل طرف في إثبات ذاته للسفير الإيراني الذي عينته طهران لدى المليشيات قبل شهر ونصف تقريبا.
وكذلك فإن تزايد الاشتباكات يبرهن على أن شيوخ المناطق أو المخبرين الحوثيين أضحوا خارج سيطرة الأجهزة الأمنية التابعة للمليشيات قد يكون ذلك بسبب المشكلات المالية التي تعرضت لها المليشيات جراء العقوبات الأميركية على طهران، أو لشعور هؤلاء بأنهم في مأمن من أي خطر بعد أن ترك جيش الشرعية الجبهات للمليشيات الحوثية ترتع فيها كيفما تشاء، وبالتالي فإن حالة الاستنفار التي كانت موجودة في السابق لم تعد قائمة الآن.
الدلالة الثالثة ترتبط بالسخط الشعبي من المليشيات الحوثية وحالة التململ التي أصابت الكثير من المواطنين الذين يعانون أوضاعا اجتماعية واقتصادية صعبة للغاية مع استمرار جرائم المليشيات وانتهاكاتها ضدهم، وإرغامهم على المشاركة على جبهات القتال لفترات طويلة من دون أمد لنهاية الصراع الحالي، وهو ما يجعل المليشيات أمام إمكانية اندلاع انتفاضة شعبية ضدها.
وقعت فجر اليوم الاثنين، اشتباكات أهلية مسلحة في مديرية المشنة بمحافظة إب، كشفت مصادر محلية لـ "المشهد العربي" عن اندلاع اشتباكات بين مسلحين من أسرتي بيت "ضاوي" وبيت "الهيصمي"، بجوار فندق تاج إب، مؤكدةً عدم وقوع ضحايا من الجانبين.
وقطع عنصر حوثي في نقطة مفرق الزبيرة، الخاضعة لسيطرة المليشيا الإرهابية، بمحافظة تعز، الطريق واحتجز المسافرين من أبناء منطقة قدس، وكشف مصدر محلي، عن احتجاز المدعو "عمار عبدالله عثمان الرباصي" الملقب بـ (أبو حرب) المسافرين من أبناء قدس، مؤكدًا أنه تعمد إهانتهم.
وأرجعت الواقعة إلى محاولة عنصر المليشيا الإرهابية، للضغط على أبناء قدس للإفراج عن والده المدعو عبدالله عثمان الرباصي المحتجز بتهمة التخابر مع المليشيات الحوثية.
وأشار إلى أن المدعو "عبدالله الرباصي" يفتعل المشكل بينه وبين سكان المنطقة بشكل متكرر ويمارس عليهم أساليب قذرة بتهديدهم بالمليشيا الحوثية وبأبنائهم وأقاربهم المتواجدين في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا.
ولفت المصدر، إلى أن المدعو عمار تعامل مع أبناء المنطقة كأسرى إلى حين الإفراج عن والده، موضحًا أنه بعث برسائل تهديد لأحد مشايخ المنطقة بإحراق صيدلية ابنه في صنعاء بمنطقة السنينة، واحتجاز ابنه، إذا لم يتم إطلاق سراح والده.
واعترفت مليشيا الحوثي، أمس الأحد، بالسخط الشعبي تجاه ممارستها، حيث وجهت بإيقاف حملات مضايقة الباعة المتجولين، عقب الاشتباكات التي شهدها سوق باب اليمن في صنعاء بين باعة وعناصر المليشيات.
وقال مصدر لـ"المشهد العربي"، إن اجتماعًا ساخنًا عقد في صنعاء أمس؛ لمناقشة تلك القضية، مشيرًا إلى أن وزير الداخلية الحوثي عبدالكريم الحوثي حمل حمود عباد المُعين من المليشيات أمينًا للعاصمة مسؤولية ما جرى، وطالب بإيقاف مثل هذه الحملات التي تزيد من سخط المواطنين عليهم.
ولفت إلى أن وزير الداخلية الحوثي شدد على أن مثل هذه الحملات ضد الباعة، سيكون لها نتائج خطيرة؛ بسبب السخط الذي يعم الشارع جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية وانقطاع الرواتب.
وقتل ثلاثة عناصر من مليشيا الحوثي وأصيب أربعة آخرين، السبت، في اشتباكات مع أصحاب البسطات في سوق باب اليمن الشعبي بصنعاء.