أوجاع اليمن الإنسانية.. قنبلة بارود على حافة بركان
فيما يعيش اليمن أزمة إنسانية ناجمة بشكل مباشر عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، فإنّ جهودًا دولية تُبذل على صعيد واسع من أجل التغلب على هذه الأعباء.
ففي خطوة جديدة لمواجهة أعباء هذه الأزمة المرعبة، خصص البنك الدولي، منحة لليمن بقيمة 204 ملايين دولار لتعزيز الخدمات الأساسية والقطاع الاقتصادي.
ورصد البنك جانبًا من المنحة للفئات المتضررة من الصراع وتداعيات جائحة فيروس كورونا، ومن المتوقع تمويل مشروع الاستجابة الطارئة للحماية الاجتماعية والتصدي لجائحة كورونا من خلال المنحة الدولية.
تحمل هذه الخطوة كثيرًا من الأهمية، بل هناك حاجة ماسة لتكثيفها من أجل مواجهة الأزمة الإنسانية المصنّفة في الأساس بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.
التقارير الأممية توثِّق هول هذه الأزمة، والحديث تحديدًا عن تفشي أزمات الجوع والفقر والمرض وغياب الرعاية الصحية والمجتمعية وهي أزمات تؤثر على ملايين السكان، وعلى صعيد جغرافي كبير الامتداد.
فقبل أسابيع، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف)، إنَّ هناك أكثر من 12 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة إنسانية، وأضافت: "يسير اليمن رويدا رويدا نحو ما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بأنه قد يكون اسوأ مجاعة يشهدها العالم منذ عقود، ما يعني أن الخطر على حياة الأطفال بات أكبر من أي وقت مضى".
وبحسب المنظمة، فقد وصلت معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في بعض المناطق إلى مستويات قياسية، مسجلة زيادة بنسبة 10 بالمئة فقط هذا العام.
وأشارت إلى أنّ اليمن بلد رهين للعنف والألم والمعاناة، كما أن الاقتصاد يترنح ووصل النظام الصحي إلى حافة الانهيار منذ سنوات، وكان عدد لا يحصى من المدارس والمستشفيات ومحطات ضخ المياه وغيرها من البنى التحتية العامة الحيوية، قد تضررت أو تدمرت جراء القتال، وهناك تجاهل فاضح وصادم للقانون الإنساني الدولي.
يكشف هذا التوثيق المرعب الحجم المرعب للأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014، ومدى الحاجة إلى تكثيف الجهود الإغاثية بشكل فعال لتمكين ملايين السكان من التصدي لهذه الأعباء.