أزمات الجنوب المعيشية المصنوعة إخوانيًّا.. كيف يقهرها الانتقالي؟
تُمثّل الأزمات المعيشية والمعاناة الخدمية التي تشهدها عدة محافظات بالجنوب، نتاجًا رئيسيًّا لما ينجم عن الاحتلال الإخواني "الإداري" الذي يُمثّل سرطانًا ينخر في عظام الجنوب.
أبين واحدةٌ من محافظات الجنوب التي تشهد ترديًّا فظيعًا في الخدمات ضمن سياسة خبيثة اتبعتها السلطة الإخوانية بغية تأزيم الوضع المعيشي أمام المواطنين، استغلالًا لسيطرتها الإدارية على مفاصل مؤسسات المحافظة.
وضمن صنوف هذه الأعباء، فقد تواصلت أزمة انقطاع خدمة الاتصالات في مديرية جيشان لليوم الرابع على التوالي، بعد عطل في الكابل الرابط بين مديرتي مودية وجيشان، في محافظة أبين.
أهالي المديرية أكّدوا أنَّ الجهات المسؤولة عن إصلاح الكابل، تجاهلت العطل وتقاعست عن صيانته، على الرغم من تعطل مصالحهم وأعمالهم.
هذا الإهمال لا يقتصر على قطاع الاتصالات وحسب، لكن الملاحظ أنّ السلطة الإخوانية المحتلة لأكثر من محافظة جنوبية تمارس هذه السياسة الخبيثة ضمن عقاب جماعي للجنوبيين على نحو يبرهن على حجم إرهاب هذه السلطة المارقة.
ولا تقتصر معاناة محافظة أبين على الأزمات الخدمية المعيشية وحسب، لكنّ المليشيات الإخوانية الإرهابية أحرقتها بإشعال حرب عبثية رمت إلى صناعة فوضى أمنية كبيرة بغية تسهيل التلاعب بحياة الناس وضمان بسط سيطرتهم الخبيثة على المحافظة في محاولة لنزع هويتها الجنوبية.
وفيما حقّقت القيادة الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، الكثير من المنجزات طوال الفترة الماضية، سواء ما يتعلق بنتائج الجهود العظيمة التي تبذلها القوات المسلحة الجنوبية لتحرير الوطن من براثن هذا الإرهاب أو نقل صورة حقيقية حول ما يتعرض له الجنوبيون من أزمات مصنوعة عمدًا، فإنّ الفترة المقبلة تستوجب التحرك لمنح الجنوبيون حق إدارة أراضيهم بأنفسهم.
هذه الخطوة يمكن تحقيقها بناء على ما يتم إنجازه من بنود اتفاق الرياض، ذلك المسار الذي يمكن القول إنّه حمل إقرارًا بالقضية الجنوبية وأنّ هناك شعبًا يسعى لأن يقرر مصيره وأن قيادته أصبحت طرفًا فاعلًا على الطاولة رغمًا عن أنف أعدائها.