خبراء ودبلوماسيون: «عاصفة الحزم» أفشلت مخططات إيران لفرض هيمنتها على باب المندب

الأحد 25 مارس 2018 09:28:00
خبراء ودبلوماسيون: «عاصفة الحزم» أفشلت مخططات إيران لفرض هيمنتها على باب المندب
المشهد العربي- نقلاً عن الاتحاد

أكد خبراء ودبلوماسيون أن عملية «عاصفة الحزم» التي أطلقها «التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن» أفشلت مخططات إيران الرامية إلى بسط سيطرتها على المنطقة العربية وفرض هيمنتها على مضيق باب المندب بهدف تحكمها في طرق الملاحة العالمية، كما أظهرت عجز طهران عن نصرة حلفائها ساعة الخطر وأكدت إفلاسها، وقالوا في تصريحات ليومية «الاتحاد» الإمارتية: «لولا «عاصفة الحزم» لكانت إيران تمددت وبسطت نفوذها في عواصم عربية أخرى. كما أشاروا إلى تدمير البنية التحتية لميليشيات الحوثي وإحكام السيطرة على الحدود البحرية لمنع وصول الإمدادات الإيرانية، وتدمير نحو 90% من مستودعات الأسلحة والذخائر التي استولى عليها الحوثيون من الجيش اليمني، ولفتوا إلى أن قرار مجلس الأمن رقم 2216 شكل نصرا سياسيا يوازي النصر العسكري الذي حققته «عاصفة الحزم».

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء حسام سويلم، المدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة المصرية، «إن عاصفة الحزم نجحت في صد الأطماع الإيرانية في اليمن، وإحباط محاولاتها الرامية إلى بسط سيطرتها على دول المنطقة العربية، حيث وضعت هذه العملية العسكرية حداً لأوهام إيران بأن بإمكانها الاعتماد على عملائها الحوثيين في بسط الهيمنة الإيرانية، واستكمال بناء الهلال الشيعي، الأمر الذي يمكنها من تهديد دول الخليج، وبالأخص المملكة العربية السعودية عبر حدودها الجنوبية مع اليمن».

وأضاف: «أن عاصفة الحزم وجهت رسالة قوية لطهران مفادها أن الساحة اليمنية ليست ملعباً لها، فضلاً عن إحباط حلم إيران ببسط هيمنتها على البحر الأحمر، والذي لا تعتبره طهران بحراً عربياً، بالإضافة إلى إحباط المخطط الإيراني للسيطرة على مضيق باب المندب بهدف التحكم في طرق الملاحة العالمية، وغيرها من المخططات التي أفشلتها عاصفة الحزم، والتي منعت إيران وحلفاءها من تنفيذها على أرض الواقع.


وفيما يتعلق بالنجاحات العسكرية التي حققتها «عاصفة الحزم»، أوضح اللواء سويلم ،أن العملية العسكرية التي قادها التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، حققت أهداف رئيسية منذ انطلاقها، أهمها تدمير البينية التحتية لميليشيات الحوثي، وتدمير عدد كبير من معداتهم العسكرية، وإضعاف قوتهم البشرية، وإحكام السيطرة على الحدود البحرية لمنع وصول الإمدادات الإيرانية إلى الميليشيات، مشيراً إلى أن نجاح «عاصفة الحزم» في تدمير الأسلحة الثقيلة للحوثيين، وبالأخص الصواريخ الباليستية والمدفعية، أدى إلى إزالة التهديد الحوثي عن جنوب السعودية، فضلا عن تدمير ما يقرب من 90% من مستودعات الأسلحة والذخائر ومركبات القتال التي استولي عليها الحوثيون من الجيش اليمني. كما نجحت عاصفة الحزم طوال السنوات الثلاث الماضية في الحد من قدرة الحوثيين على الحركة بين المحافظات اليمنية، وقطع طرق إمداد الحوثيين بين محافظتي إب وتعز.

وذكر الخبير العسكري والاستراتيجي، أن الحوثيين، بمساعدة إيران كانوا يستهدفون إخضاع كل المناطق اليمنية بالقوة المسلحة، وكانوا يخططون لتنفيذ هذا الأمر منذ فترة طويلة قبل اندلاع «عاصفة الحزم» بسنوات، ومن أجل ذلك كانوا يعملون على تخزين الأسلحة والذخائر والمؤن بكميات ضخمة في مستودعات جبلية وأخرى تحت الأرض، ولعل هذا ما يفسر اهتمام قوات التحالف العربي باستهداف هذه المخازن، ولولا تدخل «عاصفة الحزم» علي النحو الذي حدث منذ 3 أعوام، لكان الحوثيون قد أحكموا قبضتهم على جنوب اليمن وابتلعوه، كما فعلوا في صنعاء والمحافظات الشمالية والغربية وبعض المحافظات في وسط البلاد، ولأمكنهم بعد ذلك أن يفرضوا الأمر الواقع على العالم كله، وحينها لن يستطيع العالم العربي أن يردعهم، ومن ثم تخضع اليمن بالكامل للنفوذ الإيراني، ولكن هذا لم يحدث بفضل «عاصفة الحزم»، ولو كان العرب قد تهاونوا تجاه اليمن لكانت إيران تمددت وبسطت نفوذها في عواصم عربية أخرى.

وقال اللواء سويلم: «رسمت قوات التحالف العربي من خلال عاصفة الحزم خطا أحمر لإيران في اليمن، وتم تقنين ذلك على المستوى الدولي من خلال قرار مجلس الأمن رقم 2216، والذي جاء بمثابة نصر سياسي يوازي النصر العسكري الذي حققته عاصفة الحزم، حيث أن هذا القرار الدولي يعطي السعودية الحق في التعامل مع الحوثيين بالقوة، ومنع وصول أي إمدادات لهم، وفتح الباب أمام دعم المقاومة اليمنية الموالية للحكومة الشرعية لإعادة تحرير المناطق التي احتلها الحوثيون، ويكفي الإشارة إلى إلى أنه من المكاسب الرئيسية التي حققتها عاصفة الحزم انضمام أكثر من 7 ألوية في الجيش اليمني إلي الوحدات العسكرية المؤيدة لشرعية الرئيس منصور هادي، فضلاً عن تشكيل مجلس عسكري من المقاومة في عدن تمكن من حشد عناصر مقاتلة بما أدى إلى سيطرتهم على المدينة، والاستيلاء على أسلحة ومركبات قتالية تابعة للحوثيين، لا سيما بعد أن قام التحالف العربي بتنفيذ عمليات إسقاط وإنزال أسلحة ومعدات للمقاومة.

وأوضح د. معتز سلامة، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية، ومدير برنامج الخليج العربي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن عاصفة الحزم التي استمرت نحو 27 يوما حققت الكثير من النتائج، يأتي على رأسها القضاء على كثير من القدرات العسكرية للحوثيين، الأمر الذي أضعف من قدرتهم على استمرار الاندفاع في السيطرة على باقي المدن والمحافظات اليمنية، وهو ما ظهر جليا في تعثرهم في إكمال الاستيلاء على عدن، فضلا عن إظهار عجز إيران عن نصرة حلفائها ساعة الخطر، حيث أكدت عاصفة الحزم على إفلاس إيران في اليمن، مع صعوبة تواصل المد الإيراني للحوثيين، ويضاف إلى ذلك استنهاض قدرات وطاقات المقاومة اليمنية في الجنوب، وهو ما تمثل في قيام عدد من القبائل الجنوبية بالتصدي لهجوم الحوثيين ومنعهم من السيطرة على المؤسسات والمدن أو الاستيلاء على مراكز الثقل والأماكن الحيوية.

وأشار إلى أن النتائج الإيجابية التي حققتها عاصفة الحزم كانت بمثابة الداعم الأكبر لنجاح عمليات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ضد الحوثيين، وهو الأمر الذي ظهر بشكل واضح على مدى السنوات الثلاث الماضية، ويكفي الإشارة هنا إلى ما شهده العام الماضي من ملامح تقدم عسكري للجيش الوطني والمقاومة الشعبية على جبهات متعددة منها الجوف والمصلوب والساحل الغربي بتعز، وعلب وصرواح ومنطقة نهم على مشارف صنعاء، وبيحان بمحافظة شبوة، ومناطق من صعدة والتي تعد مركز الحوثيين، وذلك بالتزامن مع إعلان قوات الشرعية عن بسط سيطرتها على منافذ الوديعة والطوال والبقع الحدودية، والسيطرة على مديرية ذباب.


وقال الخبير في الشؤون المخابراتية، اللواء محمد رشاد، الوكيل الأسبق لجهاز المخابرات العامة المصرية: «إنه بعد مرور 3 أعوام على اندلاع عاصفة الحزم في اليمن تبين للجميع مدى أهمية وضرورة هذه العملية العسكرية التي شكلت صفحة جديدة في تاريخ التعاون العربي من أجل مواجهة التحديات الجسيمة التي تمس الأمن القومي العربي، وفي مقدمتها محاولات إيران المشبوهة للتغلغل في مختلف دول المنطقة العربية، وبسط نفوذها في عواصم الدول العربية، وهو الأمر الذي اعترف به أحد المسؤولين الإيرانيين، والذي تفاخر بتحكم إيران في 4 عواصم عربية ــ دمشق وبيروت وصنعاء وبغداد ــ ومن ثم كان من الضروري للدول العربية أن تتخذ موقفاً حازماً ورادعاً ضد التدخلات الإيرانية في دول المنطقة العربية، ومن هنا كانت عاصفة الحزم بمثابة رسالة ردع حاسمة لطهران وحلفائها في المنطقة العربية.

ووصف سفير اليمن لدي القاهرة محمد علي مارم، «عاصفة الحزم» بأنها كانت بمثابة «حبل النجاة» للشعب اليمني، مؤكداً أن مهمة هذه العملية العسكرية لم تكن فقط حماية الشعب اليمني من الانقلاب الحوثي، وإنما كانت أيضا لحماية المنطقة العربية ككل، وحماية كافة الموانئ العربية على البحر الأحمر، وقد حظيت بتقدير وترحيب كبيرين من قبل الشعب وحكومة هادي، وتقدير وترحيب الشعب العربي من المحيط إلى الخليج.

وأضاف: «منذ اليوم الأول لاندلاع عاصفة الحزم حققت العديد من الإنجازات والمكاسب والنتائج الطيبة على المستويين العسكري والسياسي ، فعلى المستوى العسكري، وجهت هذه العملية ضربات قاسية لميليشيات الانقلابيين، ودمرت غالبية مراكزها وقواعدها ومعداتها العسكرية، فضلا عن قطع طريق الإمدادات التي كانت تأتي لها بالأسلحة والذخائر. أما على المستوى السياسي، فيكفي أن نؤكد على أنها كانت العامل المساعد الأكبر في عودة الشرعية إلى اليمن، والإمساك بزمام الأمور في غالبية مدن ومحافظات الجمهورية اليمنية. وتابع قائلا «وفي مقابل الدعم الكبير الذي قدمته دول التحالف من أجل تطهير اليمن من ميليشيات الحوثي، بذلت رئاسة الجمهورية والحكومة اليمنية جهداً كبيراً من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها الأولى في كافة المدن والمحافظات المحررة، ولاسيما بعد عودة الحكومة الشرعية إلى عدن التي تحررت بالكامل.