الجبايات الحوثية.. بين مضاعفة الثروات ورفد الجبهات
"من أمن العقاب أساء الجرم والانتهاك".. مقولة يبدو أنّها تليق كثيرًا بالإجرام الحاد الذي تمارسه المليشيات الحوثية ضد السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة هذا الفصيل الإرهابي.
وعلى مدار سنوات حربها العبثية، أقدمت المليشيات الحوثية على فرض جبايات على السكان، على نحوٍ مكّن قيادات هذا الفصيل من تكوين ثروات ضخمة.
وضمن أحدث الخطوات الحوثية في هذا الصدد، فقد أطلقت المليشيات الحوثية حملةً شاملةً لجباية الأموال من التجار والمواطنين، في سياق سعيها للاحتفال بالذكرى السنوية لسقوط أول قتيل من عناصرها.
وتخطّط المليشيات لتنظيم المئات من الفعاليات المركزية والفرعية؛ للاحتفاء بتلك المناسبة، وقد خصّصت نحو 60 مليار ريال؛ للإنفاق على احتفالات ما تسميه "أسبوع الشهيد"، إلى جانب تجهيز الآلاف من السلال الغذائية المتنوعة لصالح أُسر قتلاها.
وتعمل المليشيات كل عام على إحياء هذه المناسبة، من أجل تمجيد قتلاها، وتنظيم حملات لتجنيد المزيد من المقاتلين.
حملت هذه الجريمة الحوثية الكثير من الأبعاد، سواء فيما يتعلق بالعمل على تكوين ثروات ضخمة من خلال نهب أموال السكان عنوةً وتحت وازع من التهديدات الغاشمة والمروعة.
في الوقت نفسه، فإنّ هذه الجريمة الحوثية تنم عن طائفية حادة تستخدمها المليشيات في العمل على جذب من مزيد من العناصر إلى صفوفها وتجنيدهم والزج بهم في جبهات القتال.
هذه الجريمة المزدوجة يمكن القول إنّها تحمل برهانًا على حجم وحشية المليشيات الحوثية، وأنّ مشروعها يقوم على تحقيق الثروات وتعريض حياة السكان في مناطقهم للخطر الذريع، عملًا على تحقيق مصالح هذا الفصيل الإرهابي.