بسبب مفاوضات السلام.. الإخوان بين شقي الرحى
رأي المشهد العربي
على مدار السنوات الماضية عملت مليشيات الإخوان التي سيطرت على الشرعية لأن تكون المفاوضات بينها وبين المليشيات الحوثية شكلية، دون أن تؤدي إلى اتفاق سلام حقيقي، يجري تطبيقه على الأرض كما الحال بالنسبة لاتفاق الرياض الذي أصبح أمرًا واقعًا رغمًا عن مؤامراتها، في تحدٍ للاعتراف الدولي والإقليمي بالمجلس الانتقالي الجنوبي كطرف أصيل في العملية السياسية وشريك فاعل في حكومة المناصفة.
هناك أسباب عديدة تجعل مليشيات الإخوان مصممة على أن تكون المفاوضات ثنائية بينها وبين المليشيات الحوثية فقط، لأن هناك عوامل مشتركة بين الجانبين على رأسها عدم وجود رغبة حقيقية في إنهاء الحرب الحالية التي اندلعت قبل ست سنوات ووجود إرادة واضحة من الجانبين لإطالة أمد الصراع أطول فترة ممكنة للاستفادة من تجارة الحروب التي تتغذى عليها المليشيات الإرهابية.
السبب الثاني أن الطرفين يتلقيان تمويلهما من أطراف معادية للتحالف العربي لديها خطط توسعية في المنطقة وتريد أن تكون صاحبة النفوذ على بقعة جغرافية مهمة على ساحل البحر الأحمر وخليج عدن، وبالتالي فإن أهداف محور الشر القطري الإيراني التركي واحدة، وهي التي تحرك كلًا من الحوثي والإخوان باتجاه الذهاب بعيدًا عن أي محاولة من شأنها إنهاء حالة الحرب والوصول لحالة الاستقرار التي ينشدها ملايين المواطنين الأبرياء.
أما ثالث هذه الأسباب فيتعلق بخطط تسليم وتسلم الجبهات التي دشنها الطرفان في الخفاء ويجري تنفيذها على أرض الواقع منذ أن جرى التوقيع على اتفاق الرياض قبل عام تقريبًا، تلك المخططات أفرزت عن تمدد واسع للمليشيات الحوثية في الشمال في مقابل محاولات مليشيات الإخوان والتنظيمات الإرهابية التابعة لها إيجاد موطئ قدم في الجنوب، ويعد دخول المجلس الانتقالي الجنوبي على خط المفاوضات بمثابة نقطة النهاية لتلك المؤامرات التي تستهدف احتلال الجنوب والسيطرة على مقدراته.
وبالنظر إلى رابع الأسباب التي تجعل مليشيات الإخوان راغبة في استبعاد الانتقالي من المفاوضات ما يرتبط بمحاولة إفشال اتفاق الرياض وإعادة عجلته إلى الوراء مجددًا، وافتعال أزمة جديدة مع المجلس يكون لها تأثير سلبي على مستوى الشراكة في حكومة المناصفة، وهو ما يجعل الانتقالي يتعامل مع هذا الملف بحساسية شديدة ويمنع تحقيق مساعي التنظيم الإرهابي.
يجد تنظيم الإخوان الإرهابي نفسه في مأزق شديد لأنه لا يحق له رفض وجود الانتقالي على طاولة المفاوضات وفي المقابل فإن وجوده يعني افتضاح أمر عناصره أمام التحالف العربي والمجتمع الدولي لأن حزب الإصلاح في تلك الحالة سيكون طرفًا معرقلًا أصيلًا للمباحثات كما الحال بالنسبة للمليشيات الحوثية التي لديها التوجه ذاته.