الجنوب وضرورات المرحلة.. كيف يتصدى الانتقالي لتهديدات الإخوان؟

الجمعة 25 ديسمبر 2020 18:42:00
الجنوب وضرورات المرحلة.. كيف يتصدى "الانتقالي" لتهديدات الإخوان؟

تصر المليشيات الإخوانية على إتباع سياسة عداء في مواجهة الجنوب، فإنّ القيادة السياسية ممثلة في المجلس الانتقالي عليها تظل ملتزمة أمام شعبها في العمل على صد هذه التهديدات التي يتعرّض لها الوطن.

المليشيات الإخوانية تُظهر هذه السياسة الخبيثة منذ فترات طويلة، وهي توجّه بوصلة حربها العبثية في مواجهة الجنوب بغية احتلال أراضيه، في وقتٍ من المفترض أن تكون استراتيجيتها موجّهة نحو العمل على تحرير أراضيها من قبضة المليشيات الحوثية.

وعلى الرغم من الآمال التي علقت كثيرًا على مسار اتفاق الرياض ودوره في أن يساهم في تهدئة الأمور وتحقيق كبر قدر ممكن من الاستقرار عملًا على ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين، إلا أّنّ المليشيات الإخوانية تواصل السير في مسارها العبثي عبر إشعال الجبهات مع الجنوب.


وفيما تمّ الإعلان مؤخرًا عن تشكيل حكومة المناصفة ونجاح عملية فصل القوات، لكنّ المليشيات الإخوانية عاودت تهديداتها للجنوب من الجنوب، وحرّكت عناصرها صوب محافظة أبين لإشعال فتيل التوتر مرة أخرى.

ما يجري على الأرض يبرهن على أنّ المليشيات الإخوانية المهيمنة على نظام الشرعية لن تتراجع عن إرهابها ضد الجنوب، وأنّ هدفها سيظل العمل على احتلال أراضيه، وهو ما ينذر بنسف اتفاق الرياض.

الجانب الأهم في هذا المشهد هو كيفية تعاطي الجنوب مع مستجدات الأوضاع على الأرض، وقدرته على حسم الأمور سريعًا، وهذا الأمر لن يتحقّق من دون مواجهة حاسمة ضد المليشيات الإخوانية.

هدف حزب الإصلاح المسيطر على نظام الشرعية بات واضحًا بشكل كبير، وهو يرفع شعار "الطريق إلى عدن وليس صنعاء"، حيث يهدف بشكل خبيث للغاية إلى السيطرة على مفاصل الجنوب في القلب منه عاصمته عدن.

من هذا المنطلق، لا يمكن أنّ يبقى الجنوب "متفرجًا" على تطورات الأوضاع بهذا النحو، فاتفاق الرياض الهدف منه هو وقف العدوان الإخواني على الجنوب وبالتالي ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين، لكن استخدام الإخوان لهذا المسار ليكون بوابة لاحتلال الجنوب أمرٌ لن يكون مقبولًا بأي حالٍ من الأحوال.

وخيرًا فعلت القيادة الجنوبية، وهي تؤكّد التزامها الكامل والمسؤول عن حماية أراضي الوطن  من أي تحديات أو اعتدءات تتعرض لها، وهذا يحمل رسالة شديدة الوضوح وبالغة الدقة لكل من تسوّل نفسه محاولة العبث بأمن الجنوب وضرب استقراره.

الجنوب يبدي انخراطًا كاملًا والتزامًا شاملًا ببنود اتفاق الرياض منذ توقيعه في نوفمبر من العام الماضي، لكن هذا الالتزام مصحوبٌ أيضًا بالتزام آخر، وهو حماية أمن الوطن، وهذا الأمر أولوية قصوى لا تفاوض ولا مساومة بشأنها.