التهديد الحوثي.. ماذا تفعل المليشات في ذكرى اغتيال قاسم سليماني؟

السبت 26 ديسمبر 2020 01:57:00
التهديد الحوثي.. ماذا تفعل المليشات في ذكرى اغتيال قاسم سليماني؟

لم تكن المليشيات الحوثية في حاجة لتقدم مزيدًا من الأدلة على تبعيتها لإيران، حتى تتوعّد بهجمات انتقامية تزامنًا مع ذكرى اغتيال القيادي بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
فقبل أيام من ذكرى اغتيال سليماني التي تحل في الثالث من يناير، هدّدت المليشيات الحوثية بالانتقام لمقتل قائد فيلق القدس، وقالت إنّ "الدم واحد"، في إشارة واضحة إلى أنّها تتبع إيران بشكل مباشر، وقد نشر الناطق باسم المليشيات محمد عبدالسلام، هذا التهديد عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي،

واغتيل قاسم سليماني إثر غارة جوية أمريكية في الثالث من يناير الماضي، وقد أعلن الرئيس الأمريكي "المنتهية ولايته" دونالد ترامب أنّه هو من أمر بإطلاق هذه الضربة النوعية المهمة.

اغتيال سليماني كان قد أحدث هزة ضخمة في المعسكر الحوثي، وذلك استنادًا إلى الدور الكبير الذي لعبه "الجنرال المقتول" لصالح مشروع المليشيات الموالية لإيران طوال السنوات الماضية.

وأكّدت تحليلات سابقة أنّ رعاية إيران للحوثيين طوال هذه السنوات كانت تحمل جميع بصمات سليماني، حيث هدف دعم الحوثيين إلى توسيع النفوذ الإيراني في المقام الأول وهو ما شكّل تهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار المنطقة.

التهديد الحوثي بالرد على هذه الضربة أمر ليس بالجديد، بل إنّ المليشيات كانت قد عقّبت على اغتيال سليماني بأنّها ستباشر الرد على هذه الصفعة المدوية لإيران.

التعامل الحوثي لم يقتصر على "الصدمة" وحسب، لكنّ المليشيات انتابها رعب شديد من ضربات مباشرة تقوِّض الذراع الإيرانية في اليمن، تكرارًا لعملية اغتيال سليماني وهو أمر كان مطروحًا بقوة في عديد الفترات.

وفي دليل دامغ على هذا الرعب الحوثي، فقد أصدرت قيادات المليشيات تعليمات مباشرة بتعزيز الإجراءات الأمنية الخاصة بتحركاتهم، ومراجعة الإجراءات الأمنية الخاصة بتحركاتهم، وتقييم عناصر حلقة الأمن والحراسات الخاصة بكل قيادي وإعادة غربلتهم وتقسيمهم إلى مجموعات منفصلة.

تجديد المليشيات الحوثية لتهديدها بالرد على اغتيال سليماني يعني أنّ المرحلة المقبلة قد تشهد هجومًا إيرانيًّا تنفّذه "الذراع الحوثية"، وهو أمرٌ ربما يُكبّد المنطقة عناء ضرب الاستقرار بشكل أكبر.

وربما تتخوف واشنطن من ضربة إيرانية عبر إحدى أذرعها الإرهابية، تستهدف مصالح أمريكية في المنطقة، لا سيما أنّ طهران تملك العديد من الأجنحة الإرهابية القادرة على هز الاستقرار بشكل كبير.