مسؤول إماراتي: الملاحم القتالية التي تسطرها القوات الإمارتية في اليمن جاءت تلبية لـ«فزعة» الأشقاء
تسطر القوات المسلحة الإماراتية في اليمن ملاحم قتالية ملؤها البسالة والتضحية والإقدام والشجاعة في ظل تصميم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية على تحرير كامل التراب اليمني من سيطرة ميليشيات الحوثي الإيرانية، وسط الانتصارات العسكرية المتتالية في مختلف جبهات القتال.
وقال مصدر مسؤول في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات «وام» بمناسبة الذكرى الثالثة لإطلاق «عاصفة الحزم»، إن القوات المسلحة الإماراتية قدمت خلال ثلاث سنوات من الحرب كوكبة من شهدائها الأبرار الذين ضحوا بدمائهم الزكية نصرة للحق ودحراً للظلم والبغي، لتبقى المواقف الإماراتية التاريخية الداعمة لليمن وشعبه وشرعيته ومستقبل أجياله، مثالاً حيّاً على الدعم الصادق والأخوي النابع من أصالة الإمارات وسياستها الثابتة بقيادتها الحكيمة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ذلك الدعم الذي لا يعرف الحدود، ويستهدف دعم الأشقاء في محنتهم لتجاوز الظروف الصعبة التي سببها انقلاب ميليشيات الحوثي الغاشم. وأكد أن العلاقات الإماراتية اليمنية تعبر في مكنونها عن التلاحم الشعبي والرسمي، وتقدم نموذجاً ومثالاً للعالم في التضحية والبذل والعطاء في ظل وحدة المصير المشترك، موضحاً أن الإمارات عندما لبت نداء استغاثة الأشقاء في اليمن، كشفت عن عمق إيمانها بنصرة قضايا الأشقاء المحقة، وأن كل خطر يحيق بشقيق هو تهديد للوطن وللمنطقة برمتها، ولا بد من وقفة صارمة حازمة ترد كيد المعتدين على أعقابهم خاسرين.
ولفت المصدر إلى أن هبة دولة الإمارات ضمن دول التحالف العربي جاءت تلبية لـ«فزعة» الأشقاء، ولتبين أصالة التعامل الأخوي الذي تبنى قضية اليمن وشعبه وإرادته، فتم إطلاق «عاصفة الحزم» التي تسطر واحدة من أنصع صفحات المجد العربي، وستلمس الأجيال جيلاً بعد جيل نتائجها الإيجابية طويلاً، مؤكداً أن الإمارات كانت حاضرة بقوة ولا تزال انطلاقاً من أصالتها وثوابتها ونهجها، وكان رجال الحق من قواتنا المسلحة الباسلة مقدامين غير هيابين، وشجعاناً ميامين يصرعون قوى البغي والعدوان، ويسطرون ببطولاتهم ودمائهم الزكية الملاحم والبطولات، فأنبتت بسالتهم تحريراً لجبال اليمن وسهوله ووديانه، وفي كل مكان قدموا الأمثلة الحية على دعم الشقيق والتضحية في سبيل عدالة قضيته ومستقبل المنطقة.
وحققت دول التحالف العربي منذ انطلاق «عاصفة الحزم» إنجازات عسكرية يصعب حصرها على مختلف جبهات القتال باليمن لدحر ميليشيات الحوثي الإيرانية ورد الحق إلى أصحابه، أبرزها استعادة جميع المحافظات الجنوبية، ومنها عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة، إضافة إلى تحرير حضرموت من تنظيم «القاعدة» وإرهابه.
وفي ميادين القتال بالمحافظات الشمالية، تمت استعادة مأرب بالكامل ومعظم مديريات الجوف والبيضاء وتعز، إضافة إلى مناطق في محافظة حجة كمدينة ميدي ومينائها، وفتح جبهات قتالية نحو معاقل الانقلابيين الحوثيين في صنعاء وصعدة.
ويتجلى الدور الأبرز لدول التحالف العربي في تطهير شريط ساحلي يبلغ طوله أكثر من 350 كيلومتراً، يبدأ من عدن حتى شمال الخوخة، إضافة إلى طرد الحوثيين من منطقة باب المندب الاستراتيجية، وتأمين الممر الدولي، وحركة الملاحة البحرية، لاسيما في البحر الأحمر وخليج عدن.
كما يلعب التحالف العربي دوراً كبيراً في تأمين معظم السواحل اليمنية، بدءاً من محافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عمان، وصولاً إلى الساحل الغربي لليمن، وذلك في ظل استمرار تقليص التحالف لرقعة سيطرة الحوثيين فيما تبقي من الساحل الغربي واستعادته بالكامل ضمن استراتيجية تأمين حركة الملاحة في البحر الأحمر، خصوصاً أن ميليشيات الحوثي الإيرانية تمثل تهديداً للملاحة البحرية الدولية عبر زرع الألغام البحرية العشوائية التي تتخذ من ميناء الحديدة منطلقاً لأعمالها الإرهابية. ومن شأن استعادة ما تبقى من الساحل الغربي، قطع الشريان الإيراني وإمداد ميليشيات الحوثي من السلاح المهرب.
ورغم نجاح دول التحالف العربي في تدمير مخازن الأسلحة والصواريخ التابعة لميليشيات الحوثي الإيرانية والتي ساعدتها على القيام بالانقلاب وتقليص قدرات الحوثيين العسكرية، إلا أن إيران ما زالت تمد تلك الميليشيات بالصواريخ الباليستية والأسلحة الثقيلة لتنفيذ مخططاتها في اليمن.
وخلال ثلاثة أعوام من الحرب، ارتكبت ميليشيات الحوثي الإيرانية جرائم في حق أبناء الشعب اليمني، خلفت على إثرها مآسي ترقى إلى جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية. وقد خلفت جرائم ميليشيات الحوثي الإيرانية التي تندرج ضمن جرائم الحرب، ومن بينها استهداف سيارات الإسعاف المدنية التي تقل المصابين اليمنيين بلا رحمة أو شفقة، أزمة إنسانية كبيرة، حيث يحتاج أكثر من 22 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية بزيادة تقدر بـ3.4 مليون شخص عن العام الماضي، فيما يعاني 8.4 مليون شخص من الجوع، وتشمل هذه الأرقام أكثر من نصف المحافظات، من بينها 72 منطقة من أصل 95 هي الأكثر تعرضاً لخطر المجاعة.