في إدارة الجوازات لمست التغيير الايجابي
د. علي صالح الخلاقي
- أهمية وصول الرئيس عيدروس الزبيدي إلى مركز القرار الدولي
- (أبو اليمامة) القائد الشهيد الأكثر حضوراً
- لا تغضب
- تهانينا للمَهْرَةِ بولادة جامعتها
قادتني قدماي صباح اليوم إلى دائرة الهجرة والجوازات في كريتر – عدن، فوجدتها على غير العادة وعلى غير الصورة التي اعتدنا عليها من فوضى وتزاحم وسمسرة..فمنذ الدخول الى الشارع المؤدي إلى بوابتها يقف الجنود يتأكدون من وثائق الداخلين ولا يسمحون لمن لا وثائق لديهم، وهذا ما انعكس في صالات الإدارة التي بدت بصورة رائعة، كما التقطتها عدستي..لا زحام.. ولا صخب أو ضوضاء..والأهم من ذلك لا رشوة أو ابتزاز المراجعين من قبل بعض السماسرة الذين كانوا يسرحون ويمرحون، لاقتناص بعض المراجعين.
علمت إن زيارة الأخ محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس قد تركت أثرها الإيجابي، كما هو الحال في بقية مؤسسات العاصمة..والدليل إننا خلال أقل من ساعة أكملنا الإجراءات لمعاملة جوازات ثلاثة من الأقرباء، بسلاسة ويسر، ودون تعقيد واخذنا وصل باستلامها بعد اسبوعين..
وتذكرت كيف عانيت الأمرَّين وعلى مدى يومين في أواخر أكتوبر الماضي في استخراج جوازي بدل الجواز المنتهي حيث كانت الحشود والطوابير الطويلة والوساطات الشخصية والسماسرة أمام كشك التصوير، ثم توقف الموظف بحجة ان الوقت متأخر وعدت من جديد ووقف في طابور اطول من اليوم الاول وعند الدفع حينها طلب المصور مني مبلغ ثلاثة ألف ريال دفعتها دون اعتراض، ظننتها رسمية، واكتشفت اليوم أن قيمة الاستمارة 200ريال فقط هي التي طلبها الموظف اليوم، ومسجل ذلك على الاستمارة، ورغم أن قريبي تنازل اليوم برضاه عن بقية الألف للموظف، فعاتبته على فعله، وقلت له: إننا بذلك نشجع الفساد ونطمِّع ذوي الأنفس المريضة على ابتزاز المواطنين..ثم اكتشف أنهم في قسم النساء طلبوا منه مبلغ أكبر على استمارات بناته، وبعد مساومة دفع لهم ألفين ريال قبلوها على استحياء وصمت بعد أن قال لهم أنه سيبلغ المدير اذا لم يخارجوه.
أورد هذه الملاحظات لبعض تلك الظاهر السلبية التي ما زالت تشد البعض إلى زمن الفساد وابتزاز المواطنين، وإن بدون مجاهرة، كما كان الحال من قبل، بل باستجداء ومن (تحت الطاولة)..لوضع حد لها، لتكتمل الصورة الجميلة التي رأيتها اليوم في أروقة إدارة الهجرة والجوازات.
وأتوجه بالشكر لكل العاملين، بدءاً من مدير الإدارة وكل الضباط والأفراد والجنود في هذه الإدارة الحيوية المرتبطة بخدمة المواطنين على هذه النقلة النوعية التي تعطينا الأمل في تصحيح أوضاع مؤسساتنا وتخليصها من مظاهر الفساد التي كانت عنواناً لها منذ حرب احتلال الجنوب صيف 1994م. ووضع اللبنات الأساسية لمؤسساتنا بتفعيل النظام والقانون الذي افتقدناه وعانينا من غيابه ما عيناه.
آن أن نتنفس الصعداء..وعلينا جميعا أن نسهم من مواقعنا في التغيير إلى الأفضل، وأن نكون عوناً لجهود الأخ محافظ العاصمة عدن ومدراء عموم المديريات الذين نلمس جهودهم المخلصة.. وعلينا ان نسهم بقسطنا في التغيير إلى الأجمل والأفضل الذي نتمناه لعدن وللجنوب بشكل عام..