القفز الإخواني على كهرباء التربة.. هل تجهّز المليشيات لـضربة الفساد الكبرى؟

الأربعاء 30 ديسمبر 2020 01:48:00
القفز الإخواني على "كهرباء التربة".. هل تجهّز المليشيات لـ"ضربة الفساد الكبرى"؟

تسير المليشيات الإخوانية الإرهابية على درب المليشيات الحوثية، فيما يتعلق بالعمل على تمكين عناصرها من السيطرة على المؤسسات، بما يصب في خدمة هذا الفصيل الإرهابي من حيث القدرة على التوسّع في جرائم السطو والنهب التي تتخطّى كل الحدود.

وأصبحت محافظة تعز، التي يتقاسم السيطرة عليها الحوثيون والإخوان، مرتعًا لجرائم نهب واسعة النطاق، تمارسها مليشيا حزب الإصلاح الإخواني.

ففي جريمة جديدة، دفع القيادي الإخواني المدعو عبدالعزيز الشيباني المكلف بشؤون مديرية الشمايتين، بعنصر في المليشيات الإرهابية إلى منصب مدير فرع الكهرباء التربة في تعز.

وفي التفاصيل، أصدر الوكيل الأول القيادي الإخواني عبدالقوي المخلافي القرار بتعيين المدعو فهد الأكحلي، مديرا لكهرباء الشمايتين، في قرار يتجاوز صلاحياته، علمًا بأنّ صلاحية قرار تعيين مدراء فروع مكاتب الكهرباء بالمديريات تقتصر على وزير الكهرباء أو المؤسسة العامة للكهرباء، مقابل منح السلطة المحلية حق الإشراف فقط.

وبحسب مصادر مطلعة، فقد وجّه مكتب الشؤون القانونية خطابًا إلى محافظ تعز، للتنبيه بأن قرار التكليف يتعارض مع التعميم الصادر للوزراء والمحافظين بالامتناع عن أي قرارات تعيين أو تكليف، واعتبار ما يصدر لاغيًا.

الخطاب أشار إلى تعيين مدير كهرباء الشمايتين الحالي، بقرار من وزير الكهرباء في العام 2013، داعيًّا المحافظ إلى مخاطبة مدير عام الشمايتين لإلغاء قرار تكليف الأكحلي.

وبحسب المصادر، فإنَّ المحافظ وجَّه الخطاب إلى مدير المديرية للعمل بموجب ما ورد في الرأي القانوني، مؤكدة أن مأمور مديرية الشمايتين تجاهل تعليمات المحافظ وسلم إدارة كهرباء التربة إلى الأكحلي.

هذه الواقعة تُضاف إلى سجل طويلٍ مما ارتكبته المليشيات الإخوانية الإرهابية من جرائم، لها علاقة بالعمل على وضع قياداتها وعناصرها في مناصب إدارية مهمة.

وبات من الواضح أنّ إقدام المليشيات الإخوانية على السطو على مثل هذه المناصب راجع إلى محاولات خبيثة للتحكم في القطاعات الإدارية والخدمية.

هذه السياسة الإخوانية لها أكثر من هدف، فمن جانب تعمل مليشيا حزب الإصلاح على أن تكون لها الكلمة العليا في كافة القطاعات بالمناطق الخاضعة لسيطرتها، وهو ما يُفسِح المجال أمامها لتتوسّع في مسلسل تآمرها على السكان بالعمل على تردي الخدمات على نطاق واسع.

في الوقت نفسه، فإنّ المليشيات الإخوانية من خلال زرع عناصرها في المناصب الإدارية المهمة فإنّها تُفسِح المجال أمام نفسها للتمادي في جرائم النهب والسطو التي تمكّن قيادات وعناصر المليشيات من تحقيق ثروات ضخمة.

ولعل الدليل الأبرز والأكثر وضوحًا على ذلك أنّ "الإصلاح" يُكوِّن لوبي فساد في كل قطاع خاضع لسيطرته، بما يساعد هذا الحزب الإخواني على التمادي في جرائم الفساد التي تؤثر بشكل مباشر على الوضع المعيشي للسكان وتضرره بشكل بالغ الخطورة.