يسلبون جسدًا لكنهم لن يهزموا الهوية
بين حين وآخر، يتعرض مواطنون جنوبيون لاعتداءات إخوانية جبانة، تمارسها هذه المليشيات ويكون السبب فيها هو تمسك الجنوبيين بعلمهم دفاعا عن هويتهم.
ففي محافظة شبوة، اختطفت مليشيا الإخوان شابًا لرفعه علم الجنوب في سيارته، بينما في محافظة أبين أقدمت عناصر حزب الإصلاح على خطوة استفزازية من خلال إشهار علم الاحتلال اليمني فرد عليهم جنوبيون بإشعار علمهم.
الواقعتان المتزامنتان من قبل مليشيا الإخوان عبرت عن مدى رعب هذا الفصيل، وكيف أن تمسك الجنوبيين بهويتهم أمر يحمل الرعب في قلوب أعداء الوطن، لما يشكله ذلك من ردع لكل من تسول له نفسه محاولة المس بهذه الهوية.
صحيح أن المليشيات الإخوانية اختطفت شابًا واستفزت آخرين لكن هذا أقصى ما يمكنها فعله، فهي لن تتمكن أبدًا من النيل من هوية الجنوب ومساعي أو تحركات شعبه نحو تحقيق حلمهم الأكبر باستعادة الدولة.
إصرار الجنوبيين على التمسك بهويتهم يؤكد أن هذا الشعب قد حدد مصيره بالفعل، وأن استعادة الدولة أمر محسوم ولا تفاوض بشأنه مهما تفاقمت التحديات وتكالبت الأعباء التي يصنعها أعداء الوطن.
هذا التماسك الجنوبي الفريد من نوعه يمكن القول إنّه يتضاعف بالنظر إلى حجم المنجزات التي حقّقتها القيادة السياسية، -ممثلة بالمجلس الانتقالي-، الذي استطاع خلال فترة زمنية وجيزة للغاية غرس لبنات رئيسية في مسار استعادة الدولة، من خلال تحقيق استقرار سياسي ومؤسسي يجمِّع الجنوبيين تحت لواء راية واحدة، تهدف إلى فك الارتباط.
ومع كل إنجاز يحققه الجنوبيون، فمن المتوقع أن تزداد التحديات وتتكالب المؤامرات التي تستهدف زرع المفخخات في مسار الوطن، وهذا الأمر يجب أن يواجهه الجنوبيون من خلال تلاحم كامل وفريد من نوعه، وراء القيادة السياسية لتفويت الفرصة على أعداء الوطن سواء في الداخل أو في الخارج من أن تنجح مخططاتهم العبثية والتآمرية التي تهدف جميعها إلى عرقلة الجنوبيين عن تحقيق حلمهم الأكبر.