حدّ من الخطورة التي مثلها على حركة الملاحة البحرية
التحالف العربي أنهى عقدين من إرهاب « القاعدة » في اليمن
القوات الإماراتية كان لها تدخل حاسم ضد التمرد والإرهاب في جنوب اليمن . أرشيفية
نجح التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، وبمشاركة فاعلة من الإمارات في إنهاء خطر انتشار تنظيم «القاعدة» الإرهابي في اليمن، فخلال ثلاث سنوات من العمليات المتواصلة دكت طائرات التحالف العربي أوكار «القاعدة» واستهدفت قادة الإرهاب، وسارعت إلى تأمين حدود اليمن لمنع استقطاب عناصر جديدة، وحدت من الخطورة التي مثلتها على حركة الملاحة البحرية في مضيق باب المندب.
وأدت الضربات والعمليات العسكرية المتلاحقة إلى إضعاف تنظيم القاعدة في اليمن إلى حد كبير وأجبرته على الخروج من أهم معاقله، بعد تكبده خسائر فادحة قضت على معظم عناصره وجعلته يصارع الآن من أجل البقاء بعد أن مثل خطراً محدقاً خلال أكثر من عقدين من الزمان.
وأجهض التحالف العربي بتدخله الحاسم مشروعات تأسيس دويلات إرهابية في اليمن على غرار ما حدث في عدد من الدول العربية، مجنباً العالم تداعيات تمدد هذين التنظيمين وتهديدهما للأمن والسلم الدوليين.
وشكل تنظيم «القاعدة» المتطرف خطراً لا يقل عن خطر الحوثيين، وبرز كأحد أهم الأهداف التي يجب على التحالف التعامل معها لضمان عودة الاستقرار لليمن والمنطقة.
ويعود وجود تنظيم «القاعدة» إلى التسعينات من القرن الماضي، حيث سيطر على مناطق واسعة خصوصاً تلك القريبة من ممرات الملاحة الدولية في باب المندب.
ونفذ التنظيم هجمات إرهابية مروعة ضد أهداف مدنية وعسكرية في الداخل والخارج، ففي عام 2002 فجرت خلايا للقاعدة المدمرة الأميركية البحريةUSS Cole عام 2000 وناقلة النفط الفرنسية Limburg عام 2002، كما تم تفجير العديد من أنابيب النفط في المناطق المنخفضة الشرقية.
ونفذ «القاعدة» هجمات عدة بين عامي 2011 و2015 استولى بموجبها على مدن عدة في الجنوب اليمني ومدينة زنجبار الساحلية، إلى جانب تنفيذ تفجير صنعاء الأكثر دموية في تاريخ اليمن، والذي راح ضحيته 296 شخصاً بين قتيل وجريح.
وأثبتت الأحداث التي شهدتها مناطق عدة من اليمن بين عامي 2014 و2015، وجود علاقة وثيقة بين الميليشيات الحوثية وتنظيم «القاعدة»، حيث تبادلا الأدوار في تقليل الأمن والسكينة، وتهديد السلم المحلي والإقليمي.
وكانت الميليشيات الحوثية والقوى الانقلابية اتخذت حجة وجود «القاعدة» في الجنوب، خصوصاً لحج وعدن وأبين، للسيطرة على تلك المناطق واجتياحها، ثم ما لبثت أن انسحبت منها في صفقة مشبوهة نصت على بقاء سيطرة التنظيمين مقابل أن يستمر في تزويده الحوثيين بالنفط، وأن يؤمّن طرق تهريب الأسلحة القادمة إليهم من إيران عبر شواطئ الجنوب الشرقي لليمن.
ودفعت تلك المعطيات على الأرض التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن إلى اتخاذ قراره الحاسم في إطلاق العمليات العسكرية ضد التنظيمين الإرهابيين، بالتزامن مع العمليات التي ينفذها ضد الميليشيات الحوثية.
ولعبت الإمارات دوراً بارزاً في قيادة الحرب على الإرهاب باليمن عبر دعم الجيش والمقاومة الشعبية، وشكلت قوات النخب الشبوانية والحضرمية رأس الحربة في المعارك والهجمات ضد الجمعات الإرهابية.
وفي 25 أبريل 2016 أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، انطلاق عملية عسكرية مشتركة ضد تنظيم «القاعدة» في اليمن، شارك فيها الجيش اليمني وعناصر من القوات الخاصة السعودية والإماراتية. وأسفرت العملية في ساعاتها الأولى عن قتل ما يزيد على 800 من عناصر تنظيم «القاعدة» وعدد من قياداتهم، وفرار البقية منهم.
وشنت قوات النخبة الحضرمية في أبريل من العام نفسه وبدعم من القوات الإماراتية عملية عسكرية خاطفة، حررت خلالها مدينة المكلا وميناءها، بالإضافة إلى مديريات ساحل حضرموت، من تنظيم «القاعدة» وإنهاء مشروع التنظيم في إقامة ما يسمى بـ«إمارة إسلامية».
وعقب تحرير عدن في منتصف 2016 نشأت حالة من الفراغ الأمني في المحافظة، وتشكّلت قوات «الحزام الأمني» متألفة من لواءين عسكريين، وتم إعدادها بإشراف مباشر من قيادة قوات التحالف العربي الموجودة في عدن.
ونجحت قوات الحزام الأمني التي تشكلت عقب تحرير عدن بدعم وإشراف دول التحالف العربي من ضبط العشرات من عناصر «القاعدة»، وعناصر أخرى مسلحة يتشبه بتورطها في تنفيذ عمليات الاغتيالات.
واستعادت قوات الحزام الأمني السيطرة على المقرات الحكومية، وطردت مسلحي القاعدة من مدينة الحوطة وبقية مناطق محافظة لحج، وتم نشر قوات أمنية لتأمينها، كما نفذت بدعم وإسناد من القوات الإماراتية، عمليات عسكرية في أبين وطردت عناصر القاعدة الذين كانوا يسيطرون على مدينة زنجبار وجعار.
بدورها، أحكمت قوات النخبة الشبوانية في أغسطس 2017 سيطرتها على مديريات محافظة شبوة بعد طرد عناصر «القاعدة» منها، ما مهد إلى استعادت السلطة المحلية في مديريات ميفعة والروضة وحبان لنشاطها الحكومي.
وشهد عام 2018 عمليتين عسكريتين نوعيتين ضد التنظيمات الإرهابية، وأسفرت العملية الأولى التي حملت اسم «الفيصل» عن تطهير جيوب وأوكار عناصر تنظيم «القاعدة» في وادي المسيني بشكل كامل، فيما استهدفت العملية الثانية التي حملت اسم «السيف الحاسم» طرد «القاعدة» من مديرية الصعيد في محافظة شبوة.