غطاء الإخوان ينكشف في مطار عدن
رأي المشهد العربي
لم يكشف حادث تفجير مطار عدن عن دناءة المليشيات الحوثية المتورطة في ارتكاب الجريمة فحسب، لكنه فضح كثيرا من النوايا الخبيثة لتنظيم الإخوان الإرهابي الذي اضطر للقبول بالمشاركة في حكومة المناصفة تحت ضغوطات دولية وعربية متصاعدة، لكن من دون أن يغير أفكاره المعادية للجنوب ما انعكس على ردود أفعاله التي استهدفت توظيف الحادث من أجل تنفيذ مخططاته الاحتلالية لمحافظات الجنوب.
خروج الإخواني المدعو راجح بادي على الإعلام ممارسًا مهامه كمتحدث للحكومة، ليرقص على أشلاء الضحايا، بدلًا من أن يقوم بدوره المنوط به سواء على مستوى طمأنة المواطنين الذين روعهم الانفجار أو حتى على مستوى تنفيذ توجهات الحكومة التي حمّلت مليشيات الحوثي الإرهابية مسؤولية ارتكاب الحادث الجبان، ليؤكد أن وجود الإخوان داخل حكومة المناصفة يستهدف معاداة الجنوب وليس مواجهة العناصر المدعومة من إيران.
يسعى تنظيم الإخوان لتوظيف الحادث من أجل تحقيق أكثر من هدف فهو يحاول التخفيف من حالة الغضب الدولي تجاه المليشيات المدعومة من إيران عبر إثارة أكاذيب من شأنها التشكيك في ارتكاب المليشيات للحادث الإرهابي من الأساس، وكذلك فإنه يدعم إثارة الفوضى في الجنوب ما يضع العقدة في المنشار أمام حكومة المناصفة وإفشال مهمتها من أجل بعثرة أوراق الحل السياسي مجددًا.
برهن حادث مطار عدن وردود أفعال مليشيات الإخوان، على أن حكومة المناصفة ستواجه صعوبات عديدة في أداء عملها ما لم يجرِ تحييد العناصر الإخوانية التي ستكون مهمتها الأساسية إفشال عملها وإعادة اتفاق الرياض إلى نقطة الصفر مجددًا، وبالتالي فإن المضي قدمًا باتجاه انخراط الحكومة في أعمالها من دون التعامل مع مؤامرات التنظيم الإرهابي ووأدها سيكون له نتائج وخيمة في المستقبل القريب.
لا يمكن أن تساعد الشخصيات المحسوبة على تنظيم الإخوان الإرهابي الحكومة الجديدة في إنجاح مهام عملها، مع استمرار تحالف التنظيم مع المليشيات الحوثية، وسيكون من الصعب تجهيز رد حقيقي من حكومة المناصفة على الإرهاب الحوثي الغاشم في حين أن الطرفين مليشيات الإخوان والحوثي يعشيان معًا في سلام دافئ منذ سنوات في محافظة تعز التي انطلقت منها الصواريخ على مطار عدن، وهو ما يعيد للأذهان تجربة مشاركة قطر في التحالف العربي قبل اكتشاف خيانتها وطردها من التحالف.
سيكون على التحالف العربي القيام بأدوار فاعلة خلال الفترة المقبلة وذلك لضمان عدم انحراف الحكومة الجديدة عن مسارها الذي يتمثل في مجابهة المليشيات الحوثية وتصويب سلاح الشرعية الإخوانية، وبما يضمن عدم تحويلها إلى كرة لهب قابلة للاشتعال في أي وقت بما يخدم مصالح محور الشر القطري الإيراني التركي.