جهود أبناء الجنوب تحبط محاولات حصار العاصمة عدن
لم يستهدف حادث تفجير مطار عدن، الأربعاء الماضي، حكومة المناصفة التي كانت قد وصلت للتو إلى العاصمة لأداء مهام عملها فحسب، لكنه هدف إلى حصار عدن التي شهدت ثورة تنموية واقتصادية خلال الأشهر الماضية منذ أن تولى المحافظ أحمد حامد لملس مهام منصبه، وبالتالي فإن سرعة تشغيل المطار مرة أخرى تبرهن على أن هناك إرادة جنوبية مدعومة من التحالف العربي بإنجاح حكومة المناصفة وعدم السماح بحصارها.
هبطت في مطار عدن الدولي، اليوم الأحد، أول رحلة جوية قادمة من الخرطوم الدولي، عقب ساعات من استئناف تشغيله، وعاد المطار إلى الخدمة، أربعة أيام من إغلاقه جراء هجوم صاروخي لمليشيا الحوثي الإرهابية، أسفر عن استشهاد وجرح العشرات.
يؤكد استئناف العمل في المطار مجددا أن العاصمة عدن لديها من الإمكانيات الإدارية والتنفيذية على الأرض ما يجعلها قادرة على تجاوز حادث إرهابي بهذه السرعة، وهو ما يظهر من خلال إشراف المحافظ أحمد حامد لملس على عملية استعادة تشغيله مرة أخرى ما يعني أن هناك تكاتفا من جميع الأجهزة المعنية في العاصمة لتسهيل مهام عمل الحكومة الجديدة.
يرى عسكريون أن جهود العاصمة عدن من الناحية الأمنية والتنظيمية والإدارية تتطلب بالتوازي معها جهودا عسكرية من التحالف العربي لتأمين مجال المطار الجوي بما لا يسمح بتكرار استهداف المطار مجددا، وأن تكاتف تلك الجهود من شأنها إحباط المخططات التي تسعى إلى إفشال الحكومة الجديدة ودفعها لمغادرة عدن وبعثرة أوراق اتفاق الرياض مجددا.
يذهب البعض للتأكيد على أن مواجهة الاختراقات الإخوانية المدعومة من قطر وتركيا سيكون أمرا ملحا خلال الفترة المقبلة تحديدا وأنه سبق أن حاولت تركيا اختراق مطار عدن من خلال الكواشف الحرارية التي قالت إنها تساعد على مواجهة فيروس كورونا، لكن الأجهزة الأمنية الجنوبية في ذلك الحين كشفت تلك المؤامرة وأجهضتها في حينها.
وكذلك الأمر بالنسبة للمليشيات الحوثية التي أعلنت بشكل علني شنها حربا على الجنوب قبل أسبوعين تقريبا، ويتطلب التعامل مع جرائمها تكثيفا في الجهود الأمنية والاستخباراتية والعسكرية بما يدعم استقرار العاصمة عدن، ويسد الطريق أمام أي محاولات من المليشيات المدعومة من إيران لاختراقها، تحديدا مع وجود حكومة المناصفة التي تراها عدوا مباشرا لمشروعها الساعي لإطالة أمد الصراع.
طالبت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، في اجتماعها الدوري، اليوم الأحد، بتأمين أجواء العاصمة عدن للحيلولة دون تكرار جريمة القصف الصاروخي لمليشيا الحوثي الإرهابية على مطار عدن.
وشددت الهيئة، برئاسة الأستاذ فضل محمد الجعدي نائب الأمين العام للمجلس، على أن الاعتداء الآثم، لن يثني المجلس الانتقالي الجنوبي عن مواصلة تنفيذ اتفاق الرياض، ودعمه لحكومة المناصفة بين الجنوب والشمال.
وجددت دعوتها إلى مشاركة دولية في التحقيق بالجريمة الإرهابية الوحشية، لكشف الجهة الداعمة لتنفيذه وأدواتها الإرهابية، ودعت حكومة المناصفة إلى العمل على إيقاف ممارسات مليشيات الشرعية الإخوانية في محافظة شبوة ضد قيادات المجلس، ومعارضيها من أبناء المحافظة وقبائلها.
ولفتت إلى أن تلك المليشيات تواصل استحداث النقاط العسكرية، ومداهمة مرافق العمل والمنازل في حملات اعتقال ومطاردات غير قانونية، داعية إلى الإفراج عن كل المختطفين.
شهد محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس، خلال اصطحابه وفدا وزاريا – اليوم الأحد، استئناف العمل في مطار عدن الدولي بعد إعادة تأهيله، ووضع إكليلا من الزهور في موقع الحادث الإجرامي، وأطلق إشارة البدء باستئناف النشاط الملاحي في المطار.
وقال في تصريحات صحفية، خلال جولته بالمطار، إنه يعد رمز السلام الرابط بيننا والدول العربية والعالم الخارجي، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحقيق في الجريمة، وعبر عن تقديره لجهود موظفي المطار وصمودهم الأسطوري، مؤكدًا أن العاصمة عدن أبيّة على الإرهاب، وتنشد السلام.