لماذا اختار الحوثي إشعال جبهة الضالع بعد هدوء أبين؟

الاثنين 4 يناير 2021 20:13:00
لماذا اختار الحوثي إشعال جبهة الضالع بعد هدوء أبين؟

يطرح إقدام المليشيات الحوثية على إشعال جبهة الضالع في هذا التوقيت بعد أسابيع قليلة من توقف تصعيد مليشيات الإخوان في جبهة أبين تنفيذا للشق العسكري من اتفاق الرياض، أسئلة عديدة بشأن التنسيق بين الطرفين، ما يشي بأن العناصر المدعومة من إيران اختارت التهدئة خلال الأشهر الماضية معتمدة على عناصر تنظيم الإخوان الذين تولوا عملية التصعيد ضد الجنوب.

تصعيد مليشيات الحوثي في جبهة الضالع ودفعها بتعزيزات عسكرية ضخمة في شمال الضالع يبرهن على أن هناك اتفاقات مشتركة بينها وبين عناصر حزب الإصلاح على استمرار توتر الأوضاع في الجنوب حتى وإن جرى تشكيل حكومة المناصفة، وأن التعاون بين الطرفين يقوم على عدم تهيئة الأجواء المناسبة لإنجاح اتفاق الرياض وإتاحة الفرصة أمام الحل السياسي لإنهاء الأزمة الراهنة.

يرى مراقبون أن ما تُقدم عليه المليشيات الحوثية في الوقت الحالي يبدو أمرا متوقعا في ظل الدلائل والبراهين السابقة التي أثبتت التعاون بين الطرفين عسكريا ضد القوات المسلحة الجنوبية، تحديدا بعد أن نجج أبناء الجنوب في أسر عناصر تابعة لجيش الشرعية تقاتل إلى جانب المليشيات الحوثية في جبهة الضالع قبل عام ونصف تقريبا.

وكذلك توالي عمليات تسليم وتسلم الجبهات بين الطرفين منذ أن أقدمت الشرعية الإخوانية على توقيع اتفاق الرياض مع المجلس الانتقالي الجنوبي، ما يعني أنه كانت هناك رغبة في أن يجري إفساح المجال للعناصر المدعومة من إيران للسيطرة على محافظات الشمال في مقابل اتجاه مليشيات الإخوان إلى الجنوب وهو المخطط الذي أفشله اتفاق الرياض بتشكيل حكومة المناصفة، وهو ما يفسر لجوء الحوثيين للتصعيد في جبهة الضالع حاليا.

تمكنت القوات المسلحة الجنوبية، مساء الأحد، من إفشال محاولة جديدة من قبل مليشيا الحوثي؛ للتقدم باتجاه قطاع باب غلق جنوبي منطقة العود شمالي الضالع، وذلك بعد أن حاولت شن هجوم واسع باتجاه مواقع القوات الجنوبية في باب غلق، والجهة الغربية لجبل صامح مريس.

وتراجعت مليشيا الحوثي التي دفعت بالعشرات من عناصرها في تلك المحاولة، تحت وقع الضربات الموجعة التي تلقتها من قبل وحدات القوات المسلحة الجنوبية، وهربت عناصر مليشيا الحوثي من مواقع المواجهات مع القوات المسلحة الجنوبية، تاركةً خلفها جثث قتلاها.

اشتعلت المواجهات المسلحة، منذ قليل، في قطاع صبيرة – الجب، قبل أن تمتد إلى قطاع بتار، شمال الضالع، بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وتصدت القوات المسلحة الجنوبية، لهجوم المليشيا الحوثية المدعومة من إيران، في معركة استمرت لساعة، كما اتسعت دائرة الاشتباكات، إلى مختلف القطاعات، في مواجهات متواصلة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

دفعت مليشيا الحوثي الإرهابية بتعزيزات عسكرية إلى شمال الضالع بعد تكبدها خسائر كبيرة على أيدي القوات المسلحة الجنوبية بالجبهة، وقالت مصادر لـ "المشهد العربي"، إن تعزيزات تضم أطقم عسكرية ومسلحين من محافظتي إب وذمار اتجهت صوب جبهات شمال الضالع.

وأضافت أن المليشيا المدعومة من إيران تحاول تعزيز جبهاتها بعد تراجعها وتعرضها لخسائر بشرية ومادية في جبهات شمال الضالع مؤخرًا.