المليشيات تفضح فسادها.. تربية الحوثيين تكشف الحقيقة المرة
"عندما يُتهَم أحدٌ بالفساد من طرف غير موالٍ له قد يكون الأمر صحيحًا أو كيديًّا لكن توجيه الاتهامات من قِبل الفصيل التابع له بشكل مباشر، فهذا معناه أنّ الأمر قد تمادى حتى خرج عن السيطرة".
الحديث عن اتهامات بالفساد تلاحق قياديين حوثيين، لم تُوجّه إليهما من قِبل مناهضين لمعسكرهم، لكنّها جاءت من المليشيات نفسها، بما يعني أنّ هذه المرحلة هي "مرحلة فضْح النفس".
ففي التفاصيل، أصدر يحيى الحوثي شقيق زعيم الحوثيين، وزير التربية في حكومة المليشيا غير المعترف بها، قرارًا بتوقيف نائبه همدان الشامي، ووكيل وزارته إبراهيم النونو في إطار الصراعات الممتدة إلى الوزارات بين مراكز القوى داخل المليشيات.
"المشهد العربي" علم من مصدر مطلع أنّ وزير تربية المليشيات المدعومة من إيران، اتهم الشامي والنونو بالفساد وأحالهما إلى التحقيق.
وأضاف المصدر أنَّ الحوثي اتهمهما بالتلاعب في نتائج اختبارات الشهادة الأساسية والثانوية العامة مع مدارس خاصة، مقابل مبالغ مالية كبيرة، نظير اختيار أوائل الجمهورية من تلك المدارس ومنحها نسبة نجاح كبيرة.
لا تقتصر هذه الواقعة على كونها اتهامًا للفساد الحوثي، لكن الأمر يصل إلى حد القول إنّ المليشيات تفضح بعضها، وذلك في إطار التصارع فيما بين قيادات وعناصر هذا الفصيل الإرهابي عملًا على "أكل" أكبر قدر من تورتة الحرب.
فضح الحوثيين لأنفسهم أمرٌ ليس بالجديد، فقبل أيام انتقد الإعلامي الحوثي مجدي عقبة فساد القيادي النافذ المدعو أحمد حامد (أبومحفوظ)،المعين من المليشيا مديرًا لمكتب ما تُسمى رئاسة الجمهورية في صنعاء.
وانتقد عقبة، فساد أبومحفوظ وسخر من إدعاء الأخير محاربة الفساد، وقال إنه لا يمكن محاربة الفساد بالشللية التي هي أخطر أنواع الفساد والتي يمارسها أبومحفوظ.
وأضاف أن أبومحفوظ يقوم بفتح دكاكينه الخاصة ويتحدث عن دعم المؤسسات، في إشارة إلى الهيئات المؤسسة حديثًا ويترأسها ويشرف عليها النافذ أحمد حامد مثل هيئة الزكاة ومجلس إدارة وتنسيق الشئون الإنسانية.
اللافت أنّ "أبو محفوظ" أصدر قرارًا بفصل عقبة من عمله في إحدى الصحف الموالية للمليشيات الحوثية.
تزامن الواقعتين بهذا الشكل يشير إلى أنّ المرحلة الراهنة هي مرحلة فضح المليشيات لنفسها، بعدما تمادت في فسادها بشكل كبير، ومن ثم كونت أموالًا ضخمة، ثم جاء وقت الخلاف على نهب التركة.
وطوال الفترة الماضية، شكّلت المليشيات الحوثية بيئة خصبة لتفشي الفساد في أركانها على صعيد واسع، وارتكبت عديد الجرائم في هذا الصدد، على نحو مكّن قيادات هذا الفصيل الإرهابي من تكوين ثروات ضخمة للغاية.
كما توسّعت المليشيات الحوثية في ارتكاب جرائم الفساد المُنظم في مختلف القطاعات والمفاصل الحيوية، بما فيها المؤسسات والهيئات والصناديق ذات الإيرادات المالية.