إتاوات على أصحاب المطاعم.. طريق الحوثي نحو ملء الخزائن
عملًا على تكوين ثروات ضخمة، تواصل المليشيات الحوثية التوسّع في فرض الجبايات والإتاوات على السكان بمختلف أطيافهم بين سكان عاديين أو تجار أو ملاك.
ففي أحدث الخطوات الحوثية في هذا الصدد، أطلقت مليشيا الحوثي حملة ابتزاز واسعة لأصحاب المطاعم في صنعاء، وهي أحدث عملية جباية للمليشيات التي تتوسَّع في ملاحقة المحال التجارية.
"المشهد العربي" علم من مصدر مطلع أنَّ القيادات الحوثية في مكاتب السياحية بدأت ابتزاز أصحاب المطاعم الصغيرة والشعبية، وأنّ تلك المطاعم ليست ضمن نطاق اختصاص مكاتب السياحة.
وتعمل المليشيات الحوثية على ابتكار مبررات للحصول على الجبايات المالية، حتى باسم السياحة التي قتلت بفعل عدوان مليشيا الحوثي.
يأتي هذا فيما أكّد صاحب مطعم في صنعاء لـ "المشهد العربي" أنّ فرقًا حوثية تنزل يوميًا للمطالبة بأموال مقابل ما سموه قطع تصريح من مكتب السياحة.
وأضاف أن مطعمه الصغير الذي افتتح قبل أكثر من عشر سنوات ليس منشأة سياحية حتى يتم إلزامه بقطع تصريح من مكتب السياحة.
وأشار إلى أنه يدفع مقابل تصريح من مكتب الأشغال العامة كما يدفع لصندوق النظافة، وتصاريح للوحة التي يعلقها، ورسوم للفعاليات الحوثية التي لا تنتهي.
ما يقدم عليه الحوثيون في هذا الصدد يأتي استمرارًا من قِبل هذا الفصيل الإرهابي في العمل على نهب أموال القاطنين في مناطق سيطرتها.
ودفع التجار كلفة باهظة من جرّاء هذه السياسات الحوثية الغاشمة، ودائمًا ما يشكو هؤلاء التجار وملاك المحلات مما يصفونه بـ"تغول" مشرفي الحوثي الذين يهددون باعتقالهم إذا رفضوا دفع الأموال التي تقررها المليشيات بشكل تعسفي وغير قانوني.
وتعبيرًا عن كونها سياسة تطال كافة القطاعات، فقد فرض الحوثيون إتاوات على التجار والمستوردين وأصحاب المهن المختلفة وكذا على عربات النقل اليدوية التي ينقل أصحابها البسطاء بضائع المتسوقين من الأسواق إلى سياراتهم.
وسبق أن كشفت إحصاءات أنّ المليشيات الحوثية استطاعت جني قرابة ثلاثة تريليونات ريال من الجبايات التي تفرضها على السكان في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ويمكن القول إنّ ما ضاعف من الأزمة هو أنّ المليشيات اتبعت سياسات ترمي إلى تجريف الاقتصاد وجني أكبر قدر ممكن للأموال بطرق غير مشروعة، سواء عن طريق عائدات الضرائب أو الجمارك أو الزكاة.