خلال ندوة في أبوظبي.. قائد القوات البرية الإماراتية: قواتنا المسلحة فككت 2610 عبوات ناسفة في اليمن

الأربعاء 28 مارس 2018 10:04:00
خلال ندوة في أبوظبي.. قائد القوات البرية الإماراتية: قواتنا المسلحة فككت 2610 عبوات ناسفة في اليمن
المشهد العربي - نقلاً عن الاتحاد

أكدت القوات المسلحة الإماراتية تمكن وحداتها من تفكيك 2610 عبوات ناسفة مبتكرة في اليمن، في إطار عملياتها لإنقاذ أرواح الأبرياء من أضرارها المحتملة. جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر «الدروس المستفادة من مكافحة العبوات الناسفة المبتكرة»، الذي تستمر فعالياته اليوم الأربعاء في نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي، تحت رعاية وزارة الدفاع، وبالتعاون مع الهيئة الأميركية لمكافحة العبوات الناسفة المبتكرة.

وشهد افتتاح المؤتمر معالي محمد بن أحمد البواردي وزير دولة لشؤون الدفاع، ومعالي الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة، وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة، إضافة إلى ممثلي الوفود وأعضاء الملحقيات العسكرية المشاركة من الدول الشقيقة، والصديقة، والمنظمات الدولية.

وقال اللواء الركن صالح محمد صالح مجرن العامري قائد القوات البرية في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر: «إن النجاح في عقد هذا المؤتمر بمشاركة أكثر من 25 دولة، منظمة، وفي زمن قصير هو تلبية ملحة بمتطلبات، واحتياجات شعوبنا، ودولنا جميعا، فمن المهم أن نجتمع اليوم من أجل بلداننا، ومن أجل الأبرياء الذين غالباً ما يذهبون ضحايا لهذه العبوات».

وأضاف: «إن الهدف الأساسي من عقد هذا المؤتمر هو زيادة التعاون، وتبادل المعلومات، والخبرات، والدروس المستفادة فيما بيننا لمواجهة هذا التهديد، وهو ما سوف تكون له فوائد كبيرة علينا جميعاً، مثل تجنب الوقوع في الخطأ مرتين، وتجنب هدر الأموال في تطوير معدات أثبتت التجارب عدم جدواها».

وتابع العامري: «سيركز هذا المؤتمر على أخطر أسلحة الإرهابيين اليوم، حيث أصبحت العبوات الناسفة المبتكرة سلاحهم الرئيسي في القتل، والتدمير، والتأثير على المدنيين بإضعاف معنوياتهم، ودفعهم لفقدان الثقة بقدرات حكوماتهم على حمايتهم، وكذلك التأثير على الوحدات العسكرية بالحد من مناوراتها القتالية، فبالرغم من أن العبوات الناسفة المبتكرة سلاح تعبوي إلا أن تأثيرها كبير على المستوى الاستراتيجي». وأشار إلى أن الولايات المتحدة، والأمم المتحدة، وفرنسا، وباكستان، والإمارات، والمملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة ستقدم خلال المؤتمر الدروس المستفادة من تجاربها في مكافحة هذه العبوات في أفغانستان، والعراق وسوريا، وأفريقيا، وباكستان، واليمن.

وأوضح قائد القوات البرية أن تهديد العبوات الناسفة المبتكرة دائم التطور، والتغيير، فلم يعد الإرهابيون يستخدمون الوسائل البرية التقليدية كما كان عليه الحال قبل أكثر من 10 سنوات في أفغانستان والعراق، مثل الانتحاريين، والدراجات، والسيارات المفخخة، بل إنهم أصبحوا يستخدمون وسائل جوية، وبحرية جديدة مثل الطائرات، والقوارب المسيرة المفخخة. وأكد أن ميليشيات الحوثي الإيرانية بدأت تستخدم هذه العبوات بكثافة، وتنوع كبيرين مع بدء قوات التحالف العربي عمليات تحرير مدن ساحل البحر الأحمر العام الماضي، وقبل ذلك لم تستخدم هذه الميليشيات هذه العبوات بصورها، وأشكالها الجديدة، كما أنه لا يمكن لهذه المليشيات، أن تطور لوحدها، وبهذه السرعة وسائل استخدام جديدة لهذه العبوات لولا وجود شبكة إقليمية تتكون من دول، وتنظيمات راعية، وداعمة لها بالمال، والمعدات، والخبرات.

ولفت العامري إلى أن استخدام هذه الميليشيات لهذه العبوات زاد من معاناة الشعب اليمني، والتي تسببت حسب تقدير القوات المسلحة في مقتل 146 مدنياً منهم 30 طفلاً، وإصابة 164 مدنياً منهم 28 طفلاً و26 امرأة. وبين أن الإمارات سباقة في محاربة الإرهاب بمختلف صوره، وأشكاله، فبالإضافة لجهودها في قتال تنظيمي القاعدة، وداعش، وميليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن، قامت القوات المسلحة بجهود كبيرة في عمليات إعادة الاستقرار للمناطق المحررة، حيث تمكنت وحدات التخلص من المتفجرات بالقوات الإماراتية بنجاح من إبطال 2610 عبوات ناسفة مبتكرة، وإنقاذ أرواح الأبرياء من أضرارها.

وأضاف العامري: «لقد أخذنا على عاتقنا في القوات المسلحة الإماراتية أن تكون أولويتها هي مواجهة هذا التهديد من أجل حماية المدنيين، وضمان استمرار تدفق قوافل الإغاثة لمناطقهم». واختتم كلمته بالتأكيد أن مواجهة هذا التهديد تتطلب متابعة تطوير الإرهابيين لوسائل استخدامهم لهذه العبوات، والعمل على امتلاك المعرفة والمعدات المناسبة، وتطوير التدريب التخصصي، والإجراءات والأساليب التعبوية المناسبة.

التهديدات المبتكرة

وتناولت الكلمات الرئيسة في اليوم الأول للمؤتمر محاور عدة، منها معرفة آخر التهديدات، والعبوات الناسفة المبتكرة المستخدمة في أماكن الصراعات، إضافة إلى أهمية زيادة التعاون مع الدول، والجهات، والمنظمات التي تعمل في مجال مكافحة العبوات الناسفة المتكررة، وتبادل الدروس المستفادة مع الدول، والجهات المختلفة.
وقال مستشار في فريق حملة الوكالة الأميركية المشتركة لمكافحة العبوات الناسفة المبتكرة راسل فولكنر: «تطورت العبوات الناسفة المستخدمة في الحروب، من عبوات تعتمد على وجود الأسلاك، إلى إيجاد نظم التحكم اللاسلكي بهذه العبوات من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة، مما أدى إلى ضرورة التعامل مع التهديدات المحتملة منها». وأضاف: «تم التعامل من قبل الجيوش النظامية مع هذه الأخطار المستجدة عبر استخدام الطائرات بدون طيار، والهجمات الاستباقية بهدف تحديد مواقع الأعداء، وإنهاء المخططات الإرهابية قبل حدوثها، وإبعاد هذه التنظيمات عن التواجد بالقرب من الأماكن المستهدفة».

وأشار إلى أن تجربة الوكالة في أفغانستان بينت اعتماد التنظيمات الإرهابية على إرسال الانتحاريين، والسيارات المفخخة إلى المواقع العسكرية، والمدنية على حد سواء، وهذا التطور في أسلوب الهجمات يعود إلى قدرات الجيوش المدربة على التعامل مع التهديدات الأمنية.

وأوضح فولكنر أن السبيل الأمثل لمواجهة خطر العبوات الناسفة يتمثل في تحديد عوامل أهمها معرفة مصدر الإمداد، والتمويل لتصنيع العبوات الناسفة، والمواد المتفجرة، والمركبة التي تحمل الانتحاري، وسائق المركبة، ومهاجمة هذه الشبكة تضمن عدم وقوع الخطر. ولفت إلى أن ضغط المراقبة، والمتابعة للشبكات الإرهابية، يدفع الإرهابيين إلى الوقوع في أخطاء تمكن السلطات الرسمية، وأجهزة الدول الأمنية من القبض عليهم، فالتعامل مع الانتحاري يعد بديلاً عن التعامل مع العبوة الناسفة، ومواد الانفجار.

وأكد وجود اختلاف بين أسلوبي عمل التنظيمات الإهابية في أفعانسان، والعراق، لوجود 90% من الضحايا في أفغانستان بسبب الهجمات الانتحارية، أما العراق فيوجد نحو 80% من حوادث الإرهاب بسبب العبوات التي تعتمد على التحكم اللاسلكي. وقال: «العامل المشترك الذي يجمع منهجية العمل الإرهابي، هو اعتماده على وجود الإيديولوجيا التي تمثل دافعاً لهؤلاء لاستهداف المدنيين، والقواعد العسكرية. ولذلك تبرز ضرورة معالجة الجوانب التعليمية، والنفسية في أماكن الصراعات».

المواجهة المباشرة

وتحدث الخبير في مجموعة مكافحة العبوات الناسفة في الأمم المتحدة فيليب كويلنن عن الدروس المستفادة من مكافحة العبوات المبتكرة للعمليات. وقال: «عند معالجة التهديدات الإرهابية المحتملة يتم النظر في السياسات الوطنية، والخطط التي تؤدي إلى تقليل عدد الهجمات الإرهابية، وإعداد العبوات، كما يتم عبر المواجهة المباشرة، التي تتطلب نهجاً موحداً للتدريب المتكامل، وفهم التحديات المحتملة.

وأضاف: «يوجد في الصومال 22 ألف مقاتل للاتحاد الأفريقي، إضافة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وهؤلاء يخضعون لتأهيل متجدد، ويتوافق مع الأساليب المستخدمة لدى التعامل مع الإرهابيين بهدف قطع خطوط الإمداد، وتأمين المدنيين منهم». وشدد على ضرورة التواصل الحكومي للتعامل مع البيئات المختلفة التي توجد فيها قوات مشتركة من مختلف البلدان، ورصد كيفية وضع العبوة الناسفة، ومصادر التمويل، والأماكن المحتمل استهدافها.

وأشار إلى أن الهجوم الأخير الذي وقع في أكتوبر الماضي بالصومال، نجم عن عبوة ناسفة من مكونات تجارية، أسفرت عن وقوع عدد ضخم من الضحايا الأبرياء. وأوضح أن هذا الحادث الإرهابي يشدد على أهمية تدريب الجيوش المحلية، وإيجاد الدورات المتخصصة، والمؤتمرات التي تناقش العبوات الناسفة المبتكرة، خاصة مع اتجاه التنظيمات الإرهابية لإيجاد مصادر للتمويل، والتهريب، مستغلة غياب المراقبة الأمنية في دول الصراع.

التعاون المدني- العسكري

من جهته، تحدث يوتارا يوجرا من مجموعة الخبراء الخاصة بالعبوات الناسفة في الأمم المتحدة عن التعاون المدني العسكري لمكافحة العبوات الناسفة المبتكرة. وقال: «تعقدت طريقة إخفاء العبوات الناسفة، كما اختلفت المواد المستخدمة في التفجيرات الإرهابية، طبقا للتضاريس المحيطة، وأعداد القوات التي تحارب هذه التنظيمات، والموارد المالية التي تتلقاها من مصادر مجهولة، ومختلفة. وأضاف: «قامت حركة الشباب الإرهابية في الصومال باستخدام العبوات الناسفة عن طريق التحكم من بعد، حيث تصل شحنة بحرية شهرياً إليهم محمّلة بالمواد التي تدخل في العمليات الإرهابية، وتستهدف المدنيين، مما يتطلب مراقبة حركة الشحن البحري».

معرض خاص

واستعرضت القوات المسلحة عبر جناح خاص أقيم على هامش المؤتمر، عينة من العبوات الناسفة التي استخدمتها ميليشيات الحوثي في الساحل الغربي في اليمن. وشملت العينة عبوة ناسفة محلية الصنع على شكل صخرة، وعبوة موجهة شكلية، وأخرى مبتكرة تعتمد على الضغط، وجهازاً للتفجير عن بعد، وبطاريات مستخدمة لتوليد الطاقة، إضافة إلى طائرة بدون طيار، وجميعها محلية الصنع.

فعاليات اليوم

ويواصل المؤتمر فعالياته اليوم بكلمة رئيسة حول تجربة الإمارات في مكافحة العبوات الناسفة المبتكرة في اليمن، وكلمة أخرى تقدمها المملكة العربية السعودية حول الدروس المستفادة من مكافحة العبوات الناسفة. كما تستعرض فرنسا، وباكستان، والولايات المتحدة، التقنيات، والمعدات، والأجهزة الحديثة التي تواجه مخططات التنظيمات الإرهابية.