بعد زخم تشكيل حكومة المناصفة.. هل يعبر جريفيث التحديات الصعبة؟
يواصل المبعوث الأممي مارتن جريفيث تحركاته السياسية الرامية إلى إحداث حلحلة سياسية شاملة، تُخمِد لهيب الحرب المحتدمة.
وفيما أضفت خطوة تشكيل حكومة المناصفة الكثير من الآمال على جهود الحل السياسي، فإنّ جريفيث يريد البناء على هذه الخطوة لإنعاش آمال التوصّل إلى حل سياسي.
وفي هذا الإطار، أجرى مارتن جريفيث، اليوم الخميس، زيارةً للعاصمة عدن، التقى خلالها وزراء حكومة المناصفة، التي تمّ تشكيلها ضمن بنود اتفاق الرياض الموقّع في الخامس من نوفمبر 2019.
وخلال اللقاء، هنّأ جريفيث بتشكيل الحكومة، معربا عن أمله في نجاحها بتعزيز الاستقرار وتقوية المؤسسات.
ولم يفوّت جريفيث الفرصة لتجديد إدانته للهجوم على مطار العاصمة عدن الدولي، مشيرا إلى أنه كارثي بسبب ما خلفه من ضحايا مدنيين، وتداعيات سياسية.
جهود جريفيث تأتي في إطار مساعي الأمم المتحدة نحو تحقيق حلحلة سياسية من خلال الاستفادة من الزخم الكبير الذي أحدثه خطوة تشكيل حكومة المناصفة في الفترة الماضية.
ولن تكون جهود جريفيث سهلة بالنظر إلى التعقيدات التي قد تُحبط مساعيه وتجهِض محاولاته للتوصّل إلى حل سياسي ملزم، يوقف الحرب ويمنح الفرصة لملايين السكان من تجاوز الأعباء الناجمة عنها والتي لا تُطاق على الإطلاق.
فمن جانب، فإنّ جهود جريفيث ستصطدم بإصرار المليشيات الحوثية على إطالة أمد الحرب، وبالتالي زرع المزيد من العراقيل التي تستهدف إفشال هذا المسار بشكل كامل.
ولعل الدليل الأبرز على ذلك هو حجم الخروقات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية لبنود اتفاق السويد الموقع في ديسمبر 2018، والذي نُظر إليه بأنّه سيكون خطوة أولى على مسار الحل السياسي لكنّ المليشيات ارتكبت أكثر من 15 ألف خرق وانتهاك من أجل إفشال هذا المسار.
هدف المليشيات الحوثية في هذا الإطار يرتبط بمساعي هذا الفصيل بتحقيق أكبر قدر من المكاسب، من وراء إطالة أمد الحرب، سواء فيما يتعلق بتحقيق التمدّد العسكري على الأرض، فضلًا عن استغلال الوضع العبثي في التمادي في جرائم النهب والسطو.
التحدي الآخر الذي يصطدم بجهود جريفيث يصنعها حزب الإصلاح الإخواني المهيمن على نظام الشرعية، حيث يعمل على فرض ضمانات تتيح له موطئ قدم في الفترة المقبلة، لتحقيق أكبر قدر من المكاسب.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الإخوان سيحاولون تغييب المجلس الانتقالي عن مفاوضات الحل السياسي الشامل، وهذا الأمر يهدف من ورائه حزب الإصلاح إلى توجيه ضربة سياسية للقضية الجنوبية، بعدما حقّقت الكثير من المنجزات في الفترة الماضية.
ومن الواضح أنّ حزب الإصلاح قد يلعب على وتر أنّ اتفاق الرياض قد أنجز المطلوب منه وهو تشكيل حكومة المناصفة، لكنّ الأمر ليس كذلك، فهذا المسار تضمّن أن يكون الجنوب شريكًا وممثلًا في مفاوضات الحل السياسي الشامل بنفس قدر تمثيل نظام الشرعية.