حراك جريفيث.. هل يُخمد لهيب الحرب؟

الجمعة 8 يناير 2021 17:27:16
حراك جريفيث.. هل يُخمد لهيب الحرب؟

حراك كبير يبذله المبعوث الأممي مارتن جريفيث من أجل إحلال السلام وإخماد لهيب الحرب التي طال أمدها أكثر مما يُطاق.

ويسعى جريفيث إلى استئناف حراكه الهادف إلى كسر جمود مسار السلام، في ظلّ أوضاع دولية وإقليمية متغيّرة، وفق صحيفة العرب اللندنية التي رأت أنّ هذه التغيرات مواتية لحسم الملف سلميًّا.

وكان جريفيث قد أجرى أمس زيارةً للعاصمة عدن، قادمًا من العاصمة السعودية الرياض، بهدف إجراء مباحثات لبحث الجهود الدولية لاستئناف مسار المفاوضات.

واختار جريفيث قرب مجيء إدارة أمريكية جديدة أكثر معارضة لحرب اليمن من سابقتها، وكذلك شيوع مزاج إقليمي ميال للمصالحات ولطي الملفات الخلافية، للدفع بمشروعه للسلام.

جريفيث يبني على هذا الحراك من أجل المضي قدمًا نحو تأسيس عملية سياسية، تُخمِد لهيب الحرب، وهو أمرٌ محمود للغاية بالنظر إلى الأزمة الإنسانية المتصاعدة التي نجمت بشكل مباشر عن الحرب القائمة منذ صيف 2014.

جهود جريفيث نحو تحقيق السلام تظل محاصرة بالكثير من التحديات، أبرزها إصرار المليشيات الحوثية على إطالة أمد الحرب، وذلك لأنّ هذا الفصيل الإرهابي ينفّذ أجندة إرهابية إيرانية تقوم على تغييب الاستقرار في المنطقة.

وهناك حاجة ماسة للاستفادة من الفشل الكبير الذي لاحق اتفاق السويد الموقع في ديسمبر 2018 والذي نُظر إليه بأنّه خطوة أولى في مسار الحل السياسي، لكنّ المليشيات الحوثية أفشلت هذا المسار بارتكابها أكثر من 16 ألف خرق وانتهاك.

وحتى لا يتكرر هذا العبث، فإنّ المجتمع الدولي مطالب باتخاذ الكثير من الإجراءات التي تضمن الالتزام الحوثي بأي مسار نحو تحقيق السلام في الفترة المقبلة.

حتمية لعب هذا الدور يعود إلى حجم الأهوال التي صنعتها الحرب الحوثية التي طال أمدها أكثر مما يُطاق، حتى صُنِّفت هذه الأزمة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.

وتوثّق العديد من التقارير الأممية حجم تفشٍ مرعب للفقر والجوع والأمراض في غالبية المناطق، لا سيّما التي طالها الإرهاب الحوثي الغاشم، وهو ما يستدعي ضرورة التدخل الحاسم والعاجل لحماية السكان من هذه الأوضاع.