من الحوثي إلى جريفيث.. لا سلام ولا استقرار
فيما يبذل المبعوث الأممي مارتن جريفيث جهودًا في هذه الآونة من أجل إحلال السلام، فإنّ المليشيات الحوثية سرعان ما تبرهن على خبث نواياها وعملها على إطالة أمد الحرب سريعًا.
ففي الساعات الماضية، تصاعدت اعتداءات مليشيا الحوثي الإرهابية في جبهة الحديدة، وسط خروقات مكثفة، حيث تنوعت هجمات المليشيات المدعومة من إيران، بين محاولات تسلل واستحداث تحصينات وحفر خنادق، أو استهداف مباشر للمدنيين العزل.
وشهدت مدينة الحديدة، وقطاع مدينتي حيس والتحيتا، انتهاكات حوثية، تزامنت مع قصف صاروخي للمليشيات الإرهابية على المناطق المأهولة.
في المقابل، تصدّت القوات المشتركة للتحركات العدوانية لمليشيا الحوثي، واشتبكت معها في عدة مواقع وكبدتها خسائر فادحة، ونجحت في منعها من استحداث أي تحصينات.
التصعيد الحوثي يمكن القول إنّه يمثل رسالة حوثية مباشرة، مفادها أنّ المليشيات تسعى بشتى السبل لإطالة أمد الحرب، وهذا أمرٌ راجع إلى كم المكاسب التي تجنيها من خلال هذا الوضع العبثي.
وتنفّذ المليشيات الحوثية أجندة إيرانية خبيثة، ترمي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بشكل كبير، بعدما عملت طهران على زرع أذرع إرهابية لها في أكثر من دولة.
في الوقت نفسه، فإنّ هناك قناعة حوثية كاملة بأنّ استمرار الحرب بوضعها العبثي الراهن أمرٌ يضمن للمليشيات التوسّع في جرائم النهب والسطو، وهو ما يُمكّن قيادات هذا الفصيل الإرهابي من تحقيق ثروات ضخمة.
ولعل هذه السياسة الخبيثة قد اتضحت بشكل واضح في التعامل العبثي من قِبل المليشيات الحوثية مع اتفاق السويد الذي وُقِّع في ديسمبر 2018، وقد نُظر لهذا المسار بأنّه خطوة أولى على مسار الحل السياسي الشامل، لكنّ المليشيات أفشلت هذا المسار من خلال عديد الخروقات والانتهاكات.
وحتى لا يتكرّر هذا الوضع العبثي من جديد، فإنّ الأمم المتحدة مطالبةٌ بالعمل على تفادي هذه الأخطاء في المرحلة المقبلة، وقد يحدث ذلك من خلال اتخاذ ضمانات تُلزِم المليشيات باحترام مسار الحل السياسي.