بين انتصار كرش وهزيمة نهم .. كيف يقيم التحالف أداء حلفائه في اليمن..؟!
حققت المقاومة الجنوبية المرابطة في جبهة كرش انتصارا استراتيجيا جديدا في حربها ضمن قوات التحالف العربي عندما تمكنت من تحرير مديرية الشريجة بمحافظة تعز الشمالية عقب ايام فقط من الحصار الخانق الذي فرضه عليها أبطال اللواء الثاني حزم واللواء الخامس دعم واسناد وشباب المقاومة.
وقال الناطق الرسمي باسم المنطقة العسكرية الرابعة النقيب محمد النقيب أن المقاومة الجنوبية تمكنت من انهاء مهمة تطهير الشريجة بعملية سريعة وخاطفة في ظل توفر النية الصادقة والإرادة القوية لدى أبطال اللواء الثاني حزم وابطال المقاومة الجنوبية.
وقام اللواء فضل حسن قائد المنطقة العسكرية الرابعة بزيارة تفقدية صباح اليوم الاثنين الى الشريجة حيث تفقد المواقع التي تم تطهيرها من المليشيات الحوثية، واثناء الزيارة تلمس احوال المقاتلين وأشاد ببطولاتهم ومواقفهم،كما أشاد بمواقف التحالف العربي وفي مقدمته المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة،متطرقا الى الاسناد الجوي الكبير الذي رافق العمليات العسكرية حيث نفذت مقاتلات التحالف ضرباتها بدقة عالية سهلت من مهام العمليات العسكرية الميدانية وكانت عامل رئيسي في تحقيق النصر.
ويأتي هذا الانتصار العسكري الميداني امتدادا لسلسلة انتصارات حققها أبطال المقاومة الجنوبية خارج إطار الرقعة الجغرافية الجنوبية ضمن عملياتهم القتالية في صف التحالف العربي في اليمن.
وعلى النقيض من ذلك تماما تحدثت وسائل إعلامية عن استعادة مليشيات الحوثي لتبة "نهم" من أيدي المقاومة الشمالية الموالية لحزب الاصلاح الإخواني،بعد ثلاث سنوات من التقوقع فيها تحت شعار "قادمون يا صنعاء".
وقال اعلاميون أن مليشيات الحوثي شنت هجوما كاسحا على الجيش الوطني المساند للشرعية في جبهة نهم بصنعاء وتمكنت من دحره والاستيلاء على أسلحة ومعدات عسكرية كبيرة الى جانب أسر العشرات من الجنود.
وكشف ناشطون أن هزيمة الجيش الوطني في تبة نهم لم يكن مستبعدا بعد أن فشل في تحقيق أي تقدم باتجاه العاصمة صنعاء منذ ثلاث سنوات رغم الدعم اللا محدود لهذه الجبهة من قبل التحالف العربي،فيما يرى محللون عسكريون أن هزيمة نهم تعد ضربة قاصمة لجهود التحالف في استعادة الشرعية بعد مرور كل هذا الوقت الطويل من الحرب.
ووصف ناشطون ما يحدث في معظم جبهات الشمال من انتكاسات متتالية نوعا من الخيانة والطعن من الخلف للتحالف العربي الساعي لاستعادة الشرعية اليمنية وانهاء التمدد الايراني في اليمن.
وذهب الكثيرون الى المقارنة بين ما حققته المقاومة الجنوبية المساندة للتحالف العربي من تحرير لكل محافظات الجنوب والمشاركة الفاعلة في تطهير مناطق ومدن شمالية وبين ما تشهده جبهات القتال في محافظات الشمال من انتكاسات مريرة على الرغم من فارق الامكانيات المادية والعسكرية التي يغدق بها التحالف على تلك الجبهات التي يتحكم بها قادة عسكريون موالون لنائب الرئيس اليمني اللواء علي محسن الأحمر.
ويتساءل محللون سياسيون عن مدى قدرة التحالف على استمرارية التزامه الصمت حيال ما يتعرض له من خيانات واضحة للعيان من قبل قادة عسكريون يمثلون الشرعية دون قيامه بأي إجراءات رادعة بحقهم وتحميلهم كامل المسؤولية عن ما يحدث في الشمال من اتساع تمدد المليشيات واحكام سيطرتها الميدانية على أرض الواقع دون أي تواجد فعلي لقوات الشرعية.
ويبقى السؤال الأبرز بحسب المراقبون هو كيفية تقييم دول التحالف العربي لاداء حلفائها في اليمن في ظل كل هذه التطورات الميدانية، وماذا بإمكانها القيام به أمام انتصارات الحلفاء الجنوبيين ممثلين بالمقاومة الجنوبية وانتكاسات جيش الشرعية الموالي للإخوان في شمال اليمن..!
خاص بالمشهد العربي