الحوثيون وأجساد الأطفال.. أجساد بريئة يستبيحها إرهاب المليشيات
لو قُدّر لأحد أن يتخيّل يومًا حجم ما يمكن أن يواجهه أطفال اليمن من صعوبات حياتية ومعيشية، لربما لن يخطر ببال أحد هول ما صنعته بهم الحرب الحوثية وما ارتكبته المليشيات من جرائم واعتداءات.
ويكاد لا يمر يومٌ من دون أن تُسال دماء أو تُزهق أرواح من جرّاء الاعتداءات الغامشة التي تمارسها المليشيات الحوثية بشكل مسعور وربما على نحو غير مسبوق.
أحدث من انضموا إلى قائمة الموت الفظيع هي الطفلة نهال عبده قائد الشرعبي التي لفظت أنفاسها الأخيرة، في مستشفى الصفوة بمحافظة تعز، متأثرة بإصابتها برصاص قناص مليشيا الحوثي الإرهابية.
مصادر محلية أبلغت "المشهد العربي" بخضوع الضحية نهال الشرعبي (٥ سنوات) لعمليات جراحية متتالية في المسشفى، بعد إصابتها في حي المفتش شمال مدينة تعز، في الـ 20 من ديسمبر الماضي.
وأضافت المصادر أنّ الطفلة بقيت تحت العناية المركزة لأيام، قبل أن تفارق الحياة متأثرة بإصابتها الخطيرة.
حال نهال شبيهٌ بالكثير من الأطفال، أولئك الذين حرمتهم المليشيات الحوثية من أدنى حقوقهم المعيشية، وصنعت الأهوال أمامهم بما كبّدهم كلفة معيشية لا تُطاق على الإطلاق.
وارتكبت المليشيات الحوثية مختلف صنوف الإرهاب الخبيث ضد الأطفال، بين قتل وقنص واختطاف وتعذيب وحتى اغتصاب، كما حرمتهم من أدنى حقوقهم المعيشية والآدمية وحوّلت حياتهم إلى سجن كبير.
كما أنّ التجنيد القسري واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية ضد الأطفال، حيث عملت على الزج بهم في المحارق وجبهات الموت، والأكثر من ذلك أنّها تتاجر بدمائهم فيما بعد.
معيشيًّا، توثّق العديد من التقارير هول ما يعيشه الأطفال من جرّاء الإرهاب الحوثي، حيث تكشف تقارير أممية أنّ ارتفاع سوء التغذية الحاد يضاعف مخاطر تعرض الأطفال للوفاة، كما يؤثر ذلك سلبًا على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية وبالتالي يسبب انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل، ولذلك بات سوء التغذية خطرًا محدقًا بحياة الأطفال.
وهناك ثلاثة من كل خمسة أطفال بعمر يتراوح بين 5 إلى 69 شهرًا سيعانون من سوء التغذية الحاد في العام الجاري، بينما 2,5 مليون امرأة حامل ومرضعة ومسؤولات عن رعاية أطفال دون الثانية من العمر يحتجن إلى استشارات ونصائح حول أساليب الطعام وتغذية المواليد وصغار السن بعمر يوم إلى 23 شهرًا.