نزع السلاح في خطوط التماس.. هل يُخمد لهيب الحرب في الحديدة؟

الثلاثاء 12 يناير 2021 20:07:00
 نزع السلاح في خطوط التماس.. هل يُخمد لهيب الحرب في الحديدة؟

تدخل جهود الأمم المتحدة نحو إحداث حلحلة سياسية في اليمن مرحلة جديدة، في ظل مساعٍ تُبذل على صعيد واسع، من أجل تجنيب المدنيين المزيد من ويلات الحرب التي طال أمدها أكثر مما يُطاق.

الحديث عن التوجّه نحو طرح البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة "أونمها" اقتراحًا بإقامة منطقة منزوعة السلاح في خطوط التماس بالمدينة.

المعلومة أوردتها صحيفة البيان التي قالت اليوم الثلاثاء، إنَّ المقترح يعد خطوة فردية، بدون التشاور مع الفريق الحكومي، بعد توقف المناقشات منذ شهور.

وأضافت أنَّ البعثة الأممية عقدت اجتماعات متتالية في صنعاء مع مليشيا الحوثي، دون طرح نتائجها على الجانب الحكومي الذي يرفض إعادة ممثليه إلى اللجنة المعنية بالإشراف على إعادة تنسيق انتشار القوات في مدينة الحديدة.

الأمم المتحدة تخوض رحلة شاقة للغاية بغية التوصّل إلى حل سياسي يُخمد لهيب الحرب التي طال أمدها أكثر مما يُطاق وخلّفت واقعًا إنسانيًّا مروّعًا للغاية، وهي رحلة ليست سهلة على الإطلاق بالنظر إلى التحديات الراهنة.

إقامة منطقة منزوعة السلاح في خطوط التماس قد يُشكّل نقلة نوعية في إطار المحاولات الدؤوبة الرامية إلى التوصّل إلى حل سياسي، لا سيّما أنّ هذه الخطوة إذا ما تم إنجازها بالشكل المطلوب فإنّها قد تُمثّل باكورة التحركات التي تُخمِد لهيب الحرب الراهنة.

نجاح الأمم المتحدة في هذا الإطار يظل مشروطًا بأن تفرض على المليشيات الحوثية نقاطًا حمراء لا يُسمَح بتجاوزها على الإطلاق، بما يضع آمال الحل السياسي على الطريق الصحيح، وحتى لا تتكرّر التجربة السابقة المتعلقة باتفاق السويد الذي أفشلته الخروقات والانتهاكات الحوثية.

فرص التعويل على مقترح منطقة منزوعة السلاح تبقى قوية وذلك لأنّ هذا الأمر مرتبط بأنّ الأمم المتحدة سيكون لها حضور رقابي وإشرافي على الأرض، قد يشكل عامل ردع أمام المليشيات الحوثية من أن تتمادى في إرهابها الغاشم، بما يُكبّد المدنيين كلفة أشد ضخامة وأكثر فتكًا.

في الوقت نفسه، فإنّ نظام الشرعية المخترق من حزب الإصلاح قد يزرع بعض العراقيل أمام فرص الحل السياسي، وهذا الأمر مرتبط بأنّ الحزب الإخواني يستغل حالة الحرب الراهنة ويتمادى في تحقيق المزيد من المكاسب وفي مقدمتها جرائم نهب الأموال التي يجيدها هذا الفصيل الإرهابي.

نجاح الأمم المتحدة في تحقيق حلحلة سياسية أمرٌ مرتبط في المقام الأول بتلاشي كافة التحديات وإزالة العراقيل التي يتم زرعها عمدًا لإحداث مزيد من التعقيدات على الوضع الراهن، وهو ما يضاعف من الأعباء على السكان.