بعد الحوثيين.. متى تُصنّف مليشيا الإصلاح تنظيمًا إرهابيًّا؟
فتح التوّجه الأمريكي نحو تصنيف مليشيا الحوثي تنظيمًا إرهابيًّا، الباب للحديث عن ضرورة اتخاذ خطوات مماثلة ضد كافة التنظيمات التي تلطخت وتلوثت أيديها بالدماء وفاحت رائحة تطرفها.
الحديث هنا عن المليشيات الإخوانية التابعة لنظام الشرعية التي ارتكبت الكثير من الخطايا والجرائم التي برهنت على الوجه الإرهابي لهذا الفصيل، في وقتٍ يُنظر فيه إلى التنظيم الدولي للجماعة بأنّه منبع أفكار التطرف على مستوى العالم أجمع.
التجربة الإخوانية في اليمن يمكن اعتبارها شديدة الخبث والتطرف، وهذا راجع إلى علاقات مليشيا حزب الإصلاح مع تنظيمات مصنفة بأنّها من أعتى التنظيمات الإرهابية، وبشكل خاص تنظيم القاعدة.
الهيمنة الإخوانية على نظام الشرعية قادت إلى إلحاق الكثير من العناصر الإرهابية من عناصر تنظيم القاعدة إلى هذا الفصيل، علمًا بأنّ هذه العلاقات الخبيثة يقودها الجنرال الإرهابي علي محسن الأحمر الذي يتولى منصب نائب "المؤقت" عبد ربه منصور هادي.
المليشيات الإخوانية لم تولِ أي اهتمام بالحرب على المليشيات الحوثية، لكنّها استخدمت عناصرها الإرهابية في العدوان على الجنوب، بغية العمل على احتلال أراضيه ونهب ثرواته ومصادرة مقدراته بالإضافة إلى الحيلولة دون تمكن الجنوبيين من استعادة دولتهم.
في الوقت نفسه، انخرطت مليشيا حزب الإصلاح في علاقات شديدة الخبث مع المليشيات الحوثية، في تكالب خبيث وتنسيق مفضوح مثّل سببًا رئيسيًّا لإطالة أمد الحرب من جانب، كما شكّل استهدافًا أيضًا للمملكة العربية السعودية.
وعملت المليشيات الإخوانية، على عرقلة التحالف العربي عن حسم الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما أقدم حزب الإصلاح على الانخراط في تقارب مروّع مع الحوثيين الموالين لإيران.
قيادات المليشيات الإخوانية أصبحت أشبه بـ"المرتزقة" التي تتوسّع في جرائم النهب والسطو وممارسة أبشع صنوف الإجرام والانتهاكات ضد المدنيين، وهو ما مكّن قيادات هذا الفصيل الإرهابي من تكوين ثروات ضخمة.
كل هذه الخطايا التي ارتكبتها المليشيات الإخوانية فضحت ووثّقت حجم إرهاب هذا الفصيل، وهو ما يستوجب تصنيفه إرهابيًّا عملًا على تكثيف الضغط على حزب الإصلاح بما يساهم في استئصال إرهابه الغاشم.