تهريب متهمي التحرش بطفلة تعز.. جريمة تفتح صفحات التاريخ القذر للإخوان
في دساتير العالم وقوانينه وأعرافه، يعتبر التحرش فعلًا مجرمًا يُعاقِب عليه القانون أيما عقاب، لكن دستور حزب الإصلاح الإخواني لا يعرف ذلك، إذ لا يكتفي بإفساح المجال أمام ارتكاب هذه الجرائم لكن الأمر يطال أيضًا تهريب مرتكبي الجريمة واستهداف من يدافع عن الضحايا.
الحديث عن واقعة تحرش تعرّضت لها الطفلة رسائل عبد الجليل في محافظة تعز، ولم تكتفِ المليشيات الإخوانية بتهريب مرتكبي الجريمة لكنّ الأمر وصل أيضًا إلى حد توجيه تهديدات مباشرة للمحامية نبيلة الجبوني التي تتولى الدفاع عن الطفلة.
ففي التفاصيل، هدد المتهمون بالتحرش بالطفلة رسائل عبد الجليل، محاميتها نبيلة الجبوبي بالاغتصاب والذبح، بعد ترافعها في القضية المنظورة أمام محكمة المواسط والمعافر، في محافظة تعز.
"نبيلة" اتهم القوات الخاصة وسجن قسم عصيفرة الخاضعين لمليشيا الشرعية الإخوانية بالتواطؤ مع الجاني وتهريبه من السجن في الـ 10 من يناير الجاري، وطالبت رئيس نيابة استئناف تعز، ورئيس نيابة الأموال، والمنظمات المحلية والدولية بحمايتها وحماية الطفلة الضحية.
وكشفت المحامية عن توقيف الجاني لمدة أسبوع فقط قبل تهريبه، مؤكدة أن مدير قسم عصيفرة القيادي في مليشيا الإخوان المدعو معاذ المخلافي، المسؤول عن واقعة تهريبه،وقالت إنّ القيادي الإخوان سبها واتهمها بالانضمام لمليشيا الحوثي أمام رئيس نيابة تعز، خلال استدعائه وسؤاله عن سبب خروج المتهم من الحبس.
قانونيًّا، أوضحت المحامية أنّ الإجراءات القانونية تفرض إحالة المتهم إلى السجن المركزي، وأنّ عناصر المليشيات الإخوانية تذرعوا بعدم وجود طقم لنقله واكتفوا بسجنه في قسم عصيفرة، استعدادا لتهريبه.
تحمل هذه الواقعة بُعْدَين، أحدهما مرتبط بالتحرش بالطفلة، وهو أمر لا يثير أي استغراب على الإطلاق، فالمليشيات الإخوانية الإرهابية تملك باعًا طويلة في ارتكاب جرائم شبيهة، بما فضح الوجه الخبيث والخسيس لهذا الفصيل الإرهابي.
لعل الجريمة الإخوانية الأشهر تلك التي وثّقتها منظمة العفو الدولية قبل أشهر، عندما اتهمت مليشيا حزب الإصلاح بالوقوف وراء اغتصاب الأطفال في محافظة تعز.
وقالت المنظمة في تقريرها، الذي صدر نهاية 2019، إنّ أسر أربعة من الصبية كشفت أنّ أبناءها تعرضوا للاعتداء الجنسي في سلسلة من الحوادث، وفي حالتين من هذه الحالات، تحدّثت أسرتان أن المسؤولين عن الاغتصاب أفراد المليشيات الموالية لحزب الإصلاح.
ووثقت المنظمة أربع حالات من العنف الجنسي، وهي اغتصاب ثلاثة أطفال، ومحاولة الاعتداء الجنسي على رابع، فيما أشار تقريران طبيان إلى وجود علامات على التهتك الشرجي في حالتين ممن تعرضوا للاغتصاب، وهو ما يتفق مع شهاداتهم.
إقدام المليشيات الإخوانية على ارتكاب جرائم اغتصاب ضد الأطفال تجعل أنّه من غير المستغرب أبدًا أن يقدم هذا الفصيل على تهريب المتهمين بواقعة التحرش بطفلة، وأيضًا توجيه هذه الاتهامات المخيفة التي تمّ توجيهها للمحامية التي تتولى الدفاع عنها.
مثل هذه الجرائم الإخوانية يمكن القول إنّ توثّق حجم إرهاب هذه المليشيات المارقة التابعة لنظام الشرعية، والتي تفوح منها رائحة كريهة وعفنة، كبّدت السكان لا سيّما الأطفال كلفة غاشمة، ربما لا تضاهيها كلفة.