غول الملاريا.. مرضٌ أعطاه الحوثيون رخصة التوحُّش
أحدثت الحرب الحوثية أزمة صحية مُصنّفة بأنّها من بين أشد الأزمات بشاعة على مستوى العالم، وقد تضمّنت تفشيًّا مرعبًا للكثير من الأمراض.
أحد هذه الأمراض التي سجّلت حضورًا مرعبًا هو مرض الملاريا الذي قدَّرت المنظمة الدولية للهجرة، أن حوالي ثلثي سكان اليمن يعيشون في مناطق موبوءة بهذا المرض.
المنظمة تحدّثت عن جهودها في إطار التصدي لهذا التفشي المرعب والمخيف، معلنةً عن ضخ ستة أطنان و700 كيلو جرام من الأدوية المضادة للملاريا، وقد وصلت عبر طائرة إلى مطار صنعاء.
و"الملاريا" مرض تسبّبه طفيليات من فصيلة المتصوّرات التي تنتقل بين البشر من خلال لدغات أجناس بعوض الأنوفيلة الحامل لها، التي تُسمى "نواقل الملاريا".
وتظهر أعراض هذا المرض، لدى الأشخاص الذين ليس لهم مناعة ضدّه، بعد مضي سبعة أيام أو أكثر (10 أيام إلى 15 يومًا في غالب الأحيان) من التعرّض للدغة البعوض الحامل له.
الأعراض الأولى للمرض هي الحمى والصداع والارتعاد والتقيّؤ وقد تكون خفيفة، لكن قد يصعب عزوّها إلى الملاريا، ويمكن أن تتطوّر الملاريا المنجلية إذا لم تُعالج في غضون 24 ساعة، إلى مرض وخيم يؤدي إلى الوفاة في كثير من الأحيان.
"الملاريا" ليس وحده الذي يُسجّل حضورًا مرعبًا على هذا النحو، لكن الحرب الحوثية أحدثت تفشيًّا مرعبًا للكثير من الأمراض والأوبئة التي طالت أعداد كبيرة من السكان ضمن الأزمة الصحية الملتهبة.
ويمكن القول إنّ الحرب الحوثية الغاشمة صنعت بيئة خصبة للغاية أمام تفشي الأمراض والأوبئة بين السكان الذي يعيشون في مجتمعات سكنية غير صحية وتمثّل مرتعًا لتفشي الأمراض على صعيد واسع.
وتتحمّل المليشيات الحوثية مسؤولية مباشرة عن هذا الوضع المرعب، بعدما عملت على تعقيد الأوضاع الصحية وتعمّدت تغييب الخدمات الطبية سواء من خلال استهداف المستشفيات أو استهداف الكوادر الطبية أو نهب الأدوية وحرمان المستحقين من الحصول عليها.