من رضوخ إلى مواجهة.. هل غيّر سكان إب أسلوب مواجهة الإجرام الحوثي؟
بعدما تضرّروا كثيرًا من الإرهاب الحوثي المتوحش، يبدو أنّ سكان محافظة إب قرروا تغيير أسلوبهم في التعامل مع المليشيات، وذلك من الرضوخ إلى المواجهة.
الحديث عن وقفة احتجاجية شهدها محيط ديوان محافظة إب، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، نظّمها مستأجرو المحال التجارية من مكتب الأوقاف، وذلك رفضًا لقرار زيادة الإيجارات.
واستهجن المحتجون قرار القيادي في المليشيات المدعو بندر العسل المعين مديرًا عاما للأوقاف، برفع قيمة الإيجارات ومساواتها بالإيجارات الحرة.
وخلال وقفتهم، هدد المحتجون بإضراب شامل وإغلاق أبواب المحال التجارية حتى التراجع عن القرار الذي وصفوه بأنه تعسفي.
هذه الواقعة يمكن اعتبارها تعبّر عن توجه جديد يسلكه السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، تقوم على مواجهة الممارسات الإرهابية التي ترتكبها المليشيات الموالية لإيران.
فعلى مدار الفترة الماضية، دأبت المليشيات الحوثية على التوسّع في ابتزاز السكان بغية نهب أموالهم بشتى الطرق، بما يُمكّن هذا الفصيل الإرهابي من تكوين ثروات مالية ضخمة، وهو ما كان يواجهه السكان برضوخ تام من منطلق أنّه لا حول لهم ولا قوة.
رضوخ السكان وصمتهم على الإجرام الحوثي يمكن القول إنّه أفسح المجال أمام المليشيات لتتوسع في الجرائم التي تستهدف السكان على هذا النحو، وهو ما ضاعف من الأعباء الإنسانية بشكل كبير، وضاعف من الأزمات المعيشية التي يواجهها السكان.
لجوء السكان إلى الاعتراض على الإجرام الحوثي يمكن القول إنّه قد يُشكّل خطوة أولى في سبيل مواجهة حقيقية ضد إرهاب هذا الفصيل الذي يتمادى في إرهابه ويتوسّع في جرائمه.
وفيما دفعت محافظة إب كلفة كبيرة من جرّاء هذا الإرهاب الحوثي، فإنّ هناك حاجة ماسة لأن يواجه السكان هذه الأوضاع عبر مواجهة حقيقية وفاعلة على الأرض يما يدفع المليشيات للتراجع عن سياساتها الخبيثة التي لا تُطاق على الإطلاق.