انعدام الأمن الغذائي.. سرطان الحرب الحوثية الذي ينهش في الأجساد
تمثّل أزمة انعدام الأمن الغذائي واحدة من أبشع الأزمات التي نجمت بشكل مباشر عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014.
ففي هذا الإطار، حذّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" من زيادة كبيرة متوقعة في مستويات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية الحاد بحلول نهاية العام، وقال إنّ الأزمة تمثل أسوأ أزمة إنسانية في العالم، في ظل احتياج أكثر من 24 مليون شخص، إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية.
وكشف المكتب التابع للأمم المتحدة عن جمع مليار و690 مليون دولار حتى الـ 6 من يناير الجاري، من أصل ثلاثة مليارات و230 مليون دولار لتمويل الاحتياجات الإنسانية.
انعدام الأمن الغذائي يمكن القول إنّه ساهم بشكل مباشر في تفاقم الأزمة الإنسانية على صعيد واسع، حيث تقول تقارير أممية إنّ معدلات سوء التغذية المرتفعة تزداد تعقيدًا بسبب نقص الغذاء وممارسات التغذية السيئة المتبعة في المنازل والأداء دون المستوى لأنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي، وتفشي الأمراض وتدهور الاقتصاد.
وتكشف تقارير أممية أنّ هناك 80% من السكان عليهم مديونيات ويكافحون لدفع ثمن الغذاء والماء والمواصلات والخدمات الصحية الضرورية، كما يواجه ما يتراوح بين 1,8 وَ 2,8 مليون طفل خطر الوقوع في براثن انعدام الأمن الغذائي الحاد مع إمكانية تعرض عدد أكبر بكثير من ذلك لسوء التغذية الحاد الوخيم المهدد للحياة.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الحرب الراهنة أدت إلى تفشٍ مرعب للفقر والجوع وانتشار فتاك للأوبئة المرعبة التي كبّدت السكان كلفة باهظة للغاية، وهو ما قاد إلى تصنيف الأزمة الإنسانية بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.