حراك جريفيث.. مساعٍ أممية لكتابة كلمة النهاية
على الرغم من الإصرار الحوثي على إطالة أمد الحرب بغية تحقيق المزيد من المكاسب، فإنّ الأمم المتحدة ممثلة في مبعوثها الأممي مارتن جريفيث تواصل بذل جهود حثيثة بغية إحداث حلحلة سياسية تُخمِد لهيب الحرب.
ويحاول جريفيث الاستناد على السعودية من أجل التوصل لحل سياسي نهائي باليمن خلال المرحلة القادمة وفق صحيفة "العرب" اللندنية، التي أشارت إلى أنّ "المبعوث" يعمل من خلال تحركاته والتي كان آخرها زيارته إلى السعودية على الترويج لآلية للحل السياسي، تتضمنها وثيقة تحتوي على جملة من البنود والإجراءات التفصيلية وتحمل اسم "الإعلان المشترك".
بالإضافة إلى ذلك، فهناك عامل آخر قد يساعد غريفيث في توجهه، يتعلق بإعلان الولايات المتحدة عن بدء إجراءات تصنيفها لمليشيا الحوثي منظمة إرهابية ووضع قيادتها على لوائح الإرهاب، مشددةً على أن تلك الخطوة ستؤدي إلى دعم وإنجاح الجهود السياسية القائمة.
وبحسب الصحيفة، فإنّ هذه الخطوة الأمريكية المهمة ستجبر قادة المليشيات الحوثية على العودة إلى المفاوضات، وتسهيل الأمور مع جريفيث.
جهود جريفيث في هذا الإطار تبعث بالمزيد من الآمال حول إمكانية إحداث حلحلة سياسية تُخمِد لهيب الحرب التي طال أمدها أكثر مما يُطاق، بعدما خلّفت أزمة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم.
بالتزامن مع ذلك، فقد تم الكشف عن توجه البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة "أونمها" لطرح اقتراح بإقامة منطقة منزوعة السلاح في خطوط التماس بالمدينة، علمًا بأنّ هذا المقترح لا يزال خطوة فردية، بدون التشاور مع الفريق الحكومي، بعد توقف المناقشات منذ شهور.
وكانت البعثة الأممية قد عقدت اجتماعات متتالية في صنعاء مع مليشيا الحوثي، لكنّها لم تطرح نتائجها على الجانب الحكومي الذي يرفض إعادة ممثليه إلى اللجنة المعنية بالإشراف على إعادة تنسيق انتشار القوات في مدينة الحديدة.
يشير كل ذلك إلى أنّ الأمم المتحدة تحاول إحداث زخم كبير فيما يتعلق بجهود إحلال السلام، وذلك بعدما طال أمد الحرب الحوثية بشكل لا يُطاق على الإطلاق، وضاعفت من معاناة المدنيين بشكل كبير.
وفيما تنشد الأمم المتحدة تحقيق نجاح شامل فيما يتعلق بالعمل على وقف الحرب، فإنّ هذا الأمر يبقى مشروطًا بأن تُفرَض على المليشيات الحوثية نقاط حمراء لا يُسمَح بتجاوزها على الإطلاق، بما يضع آمال الحل السياسي على الطريق الصحيح.
حتمية لعب هذا الدور من قِبل الأمم المتحدة تندرج من ضرورة الاستفادة من التجربة الفاشلة المتعلقة باتفاق السويد الموقع في ديسمبر 2018، فعلى الرغم من أنّ هذه الخطوة نُظر إليها بأنّها خطوة أولى في مسار السلام والاستقرار، لكنّها لم تُحدِث حلحلة سياسية بالقدر المناسب، وهو ما أدّى إلى إفشال هذا المسار.