صحيفة دولية: تنصيب هادي على رأس حزب المؤتمر يوسّع الانقسام داخله

الجمعة 30 مارس 2018 11:23:11
صحيفة دولية: تنصيب هادي على رأس حزب المؤتمر يوسّع الانقسام داخله
العرب اللندنية

قر اجتماع لقيادات من حزب المؤتمر الشعبي في المحافظات الجنوبية تولي الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي رئاسة الحزب، في خطوة اعتبر مراقبون للشأن اليمني أنها ستوسّع حالة الانقسام داخل الحزب، فضلا عن كونها محاولة لقطع الطريق أمام استلام أحمد علي نجل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح مهمة إدارة الحزب بهدف استعادة دوره المركزي في مهمة التحرير.

وفشل الحوثيون في فرض قيادة بديلة على رأس الحزب عندما دفعوا إلى تعيين القيادي، صادق أمين أبورأس لخلافة الرئيس الراحل، وفي محاولة استباقية لإعادة تشكيل قيادته بعد أن نجح قياديون بارزون في الحزب زمن أسرة صالح في مغادرة صنعاء.

وقالت مصادر سياسية يمنية لـ”العرب” إن هادي استبق النقاشات غير المعلنة التي تشهدها العاصمة المصرية القاهرة حول مستقبل حزب المؤتمر الشعبي العام من خلال الإيعاز إلى قيادات مقربة منه لعقد اجتماعات ومؤتمرات للحزب في بعض المناطق اليمنية المحررة واتخاذ قرارات جديدة تتحول إلى أمر واقع.

وشهدت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن اجتماعا برئاسة أحمد الميسري، وزير الداخلية المقرب من هادي. وعقد الاجتماع، الذي حضرته شخصيات غير معروفة في الحزب، تحت شعار “معا لتعزيز شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي”.

وقال بيان صادر عن الاجتماع، الذي عقد في قصر معاشيق بعدن، إن هادي قد أصبح وبشكل تلقائي رئيسا لحزب المؤتمر الشعبي العام وفق لوائحه التنظيمية التي تنصّ على ذلك بعد أن أصبح منصب رئيس الحزب شاغرا.

واعتبر مراقبون يمنيون أن هذا الاجتماع يعمّق من حالة الانقسام في صفوف المؤتمر ويقطع الطريق خصوصا على تفاهمات كانت على وشك الخروج برؤية موحدة لمستقبل الحزب وقياداته، كحصيلة لسلسلة اجتماعات القاهرة خلال الفترة الماضية بمشاركة قيادات بارزة في المؤتمر من مختلف التيّارات والأجنحة.

وجاءت هذه الخطوة المفاجئة، بعد أيام من تصريحات صحافية لرئيس الوزراء اليمني والقيادي البارز في حزب المؤتمر أحمد عبيد بن دغر، تحدث فيها عن قرب تشكيل قيادة مشتركة وموحدة للمؤتمر، تضم هادي والسفير أحمد علي عبدالله صالح وجميع قيادات الصف الأول في الحزب.

واتسمت تصريحات بن دغر، وفقا لمراقبين، بمرونتها السياسية وحصرها على جمع شتات مختلف التيارات الفاعلة في المؤتمر وفي مقدمتها، التيار المناهض للميليشيا الحوثية الذي يتزعمه نجل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.

وأكد بن دغر على رفض حكومته للعقوبات المفروضة على السفير أحمد علي صالح، مضيفا أنه وقيادة المؤتمر سيطالبون برفعها، في سياق ما وصفه بطي صفحة الماضي، والتهيئة لتشكيل قيادة مؤقتة للمؤتمر تتولى التحضير لعقد اجتماع اللجنة الدائمة (أعلى هيئة تنظيمية في الحزب)، بحيث يخرج الاجتماع باختيار رئيس للحزب ونواب للرئيس وأمين عام، وفق النظام الداخلي للمؤتمر.

واعتبر عضو اللجنة العامة في المؤتمر عادل الشجاع أن اجتماع عدن يؤكد أن قيادة الشرعية أداة بيد حزب الإصلاح الذي يسعى إلى تمزيق المؤتمر بأي شكل من الأشكال.

وأضاف الشجاع “لو كان هادي ومن معه من الذين رتبوا لهذا الاجتماع حريصين على السلام لما أقدموا على مثل هذه الخطوة. فوحدة المؤتمر تعني اليمن ككل لأن بقاء المؤتمر قويا يمنع الصراع المذهبي بين الإصلاح والسلفيين والحوثيين وكذلك الصراع المناطقي بين الشمال والجنوب. من يسعى إلى تمزيق المؤتمر كمن يطلق النار على رأسه”.

وأشارت مصادر رفيعة في قيادة حزب المؤتمر في تصريحات لـ”العرب” إلى أن الحزب يشهد صراعا محتدما حول السيطرة عليه سواء داخل الشرعية أو في معسكر الانقلاب، حيث يطالب هادي برئاسة المؤتمر انطلاقا من رئاسته للدولة وهو الأمر الذي تعارضه قيادات عديدة داخل المؤتمر.

وترى هذه القيادات أن أي خطوة في هذا الاتجاه من دون التفاهم مع التيار الآخر المناهض للحوثيين في المؤتمر يمكن أن تفاقم من حالة التشظّي والانقسام وتعزز بالتالي من قوة الجناح الموجود في صنعاء والذي لا يزال يتشبث بالتحالف مع الحوثيين.

وتتهم قيادات فاعلة في المؤتمر جماعة الإخوان بلعب دور في تعميق انقسام المؤتمر والسعي للزجّ بقيادات محسوبة عليها في صفوف الحزب، بهدف فرض الوصاية عليه واختطافه من الداخل، في نموذج مشابه لما يقوم به الحوثيون في صنعاء.

ويقول وكيل وزارة الإعلام والقيادي في حزب المؤتمر نجيب غلاب في تصريح خاص لـ”العرب” إن إخوان اليمن عملوا قبل انتفاضة الثاني من ديسمبر 2017 على تصوير الانقلاب بأنه منتج مؤتمري وأن الحوثية مجرد أداة من أدواته.

وأشار غلاب إلى أن التحوّلات المتسارعة التي شهدتها الساحة اليمنية غيرت من استراتيجية الإخوان تجاه حزب المؤتمر والتي باتت تسعى في الوقت الراهن لتشتيت المؤتمر وفق ثلاثة اتجاهات.

ويعمل الاتجاه الأول على تصوير مؤتمر صنعاء وكأنه أصبح فرعا حوثيا خالصا، وفي ذات الوقت التشكيك بجماعة الثاني من ديسمبر التي يمثلها الجناح المناوئ للحوثيين في المؤتمر ومحاولة تصوير الحزب باعتباره معاديا للشرعية.

ويتمحور الاتجاه الثاني حول الإيحاء بأن المؤتمر ارتبط بصالح وأن إعادة إنتاجه أصبحت أمرا غير ممكن وأن أي محاولة للملمة صفوفه تعد تقوية لأفراد عائلة صالح، مع تصويرهم بأنهم ضعفاء، وأن أي محاولة في هذا الاتجاه مرفوضة ولا بد من مواجهتها.

أما الاتجاه الثالث الذي تعمل عليه جماعة الإخوان فيتمثل في العمل على تعميق الانقسامات ودعمها ومحاولة استتباع بعض الأجنحة.