مبعوث أممي حوثي الهوى.. تصريح جريفيث الذي فجّر قنبلة غضب
أثار تصريح للمبعوث الأممي مارتن جريفيث برفضه تصنيف مليشيا الحوثي تنظيمًا إرهابيًّا، موجة غضب ممن يمثّل الأمم المتحدة في تعاطيها مع الوضع في اليمن.
جريفيث بدلًا من أن يدين جرائم الحوثيين ومدى وحشية الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات الموالية لإيران، أعلن رفضه للخطوة الأمريكية المتمثلة في تصنيف الحوثيين تنظيمًا إرهابيًّا.
موقف جريفيث أثار غضبًا على صعيد واسع، عبّر عنه المحللون الذين انتقدوا موقف المبعوث الأممي الذي يتغاضى عمدًا عن الجرائم الغادرة التي ترتكبها المليشيات الحوثية.
الناشط السياسي نافع بن كليب انتقد موقف جريفيث، بالمطالبة بإلغاء القرار الأمريكي لتصنيف مليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية.
وقال في تغريدة عبر "تويتر": "كنا نتوقع من مارتن غريفيث أنه سيتحدث عن انتهاكات الحوثيين في صنعاء ضد النساء والإنسانية وعن جرائمة في حيمة تعز وعن تفجيرات مطار عدن وعن قصف مناطق المملكة العربية السعودية ولم نتوقع منه أن يطالب بإلغاء القرار الأمريكي لتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية".
كما استنكر الناشط السياسي علي الأسلمي موقف المبعوث الأممي، وقال في تغريدة عبر "تويتر": "إيران ليست وحدها تفهم ما تفهم بكيفك".
كما استهجن المحلل السياسي السعودي سامي المرشد موقف جريفيث قائلًا: "تصنيف الحوثي منظمة إرهابية يجب أن لا يقلق مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث إذا فعلا يريد إنهاء الأزمة اليمنية".
وأضاف المرشد: "لأن ذلك قد يساعد في تخفيف تعنتهم ورفضهم للسلام والحلول التي تنهي مآسي اليمن".
دفاع جريفيث عن الحوثيين يفتح الباب من جديد للحديث عن العلاقات التي تجمع بين المليشيات والأمم المتحدة، فبدلًا من أن تعمل "الأخيرة" على الضغط على هذا الفصيل الإرهابي من أجل إخماد لهيب الحرب كان الوضع على النقيض تمامًا.
ففي فضائح مدوية، قدّمت الأمم المتحدة صنوفًا من الدعم الخبيث للحوثيين، بينها تسليم منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، دفعة من سيارات الإسعاف ذات الدفع الرباعي إلى وزارة الصحة في حكومة مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، في صنعاء.
وسلَّمت المنظمة الدولية 50 سيارة إسعاف كدفعة ثانية لمليشيا الحوثي الإرهابية، بعد توفير 40 سيارة في وقت سابق, مؤكِّدةً أنَّ جميعها ذهبت إلى الجبهات، ولم يتم توزيعها على المستشفيات الحكومية.
وظهر دعم أممي آخر في تقديم الأمم المتحدة عبر برنامجها الإنمائي "UNDP"، منحة دعم لمليشيا الحوثي في مدينة الحديدة، مكونة من 20 سيارة ذات دفع رباعي، تحت ذريعة استخدامها في نزع الألغام.
وأثارت المنحة المقدمة من قبل الأمم المتحدة، استياء وسخطا على صعيد واسع، باعتبار أنّ ذلك يمثل دعمًا مباشرًا من الأمم المتحدة للحوثيين، الذين أقدموا على زرع كميات كبيرة من الألغام على مدار السنوات الماضية.
علاقات التقارب التي تجمع بين الحوثيين والأمم المتحدة يمكن القول إنّها كانت بمثابة رخصة أممية للمليشيات من أجل أن تتمادى في إرهابها الغاشم وتواصل جرائمها المسعورة وهو ما يُكبّد المدنيين كلفة دامية شديدة البشاعة.