قوافل السعودية.. إنسانية تتحدّى أعباء الحرب الحوثية وعبث نظام الشرعية
إلى جانب دورها السياسي والعسكري البارز، تواصل المملكة العربية السعودية جهودها الإغاثية التي تسعى لاحتواء مآسي ملايين السكان المحشورين في صنوف من المعاناة من جرّاء الحرب الحوثية والعبث المهمين على نظام الشرعية.
ففي أحدث الجهود السعودية الإغاثية، عبرت 16 شاحنة إغاثية سعودية منفذ الوديعة الحدودي، في الفترة بين 6 إلى 14 يناير، في طريقها إلى محافظات صعدة، والحديدة، وتعز، وحجة، وكذا إلى حضرموت.
وتحمل الشاحنات على متنها 225 طنًا و663 كيلوجرامًا من السلال الغذائية، و995 كيلوجرامًا من المواد الطبية، ومواد إيوائية تشمل 100 خيمة و119 بساطًا، إضافة إلى ألفين و253 كرتونًا من التمور.
المساعدات السعودية تحمل أهمية كبرى فيما يتعلق بالعمل على تخفيف الأعباء على السكان بعدما تقطّعت أمامهم السبل على مدار الحرب القائمة، التي طال أمدها أكثر مما يُطاق.
وتوثّق العديد من التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة أنّ الحرب الحوثية خلّفت أزمة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع، حيث حوصر السكان بين أطنان ضخمة من الأعباء والمعاناة التي لا تُطاق على الإطلاق.
هذه الأعباء تتخلّلها معاناة مرعبة من جرّاء تفشي الفقر على صعيد واسع، وكذا انتشار مرعب للأزمات الصحية والبيئية، وهو ما يستدعي ضرورة تكثيف العمل الإغاثي من قِبل الجهات المعنية.
وتؤكّد تقارير أممية أنّ الحرب أحدثت تفشيًّا مرعبًا للعديد من الأمراض والأوبئة في ظل غياب تقديم الخدمات الصحية بشكل كامل، ويزداد الأمر سوءًا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بالنظر إلى الحالة المأساوية الناجمة عن إرهاب المليشيات سواء من خلال قصف المستشفيات أو استهداف الكوادر الطبية وكذا إفساح المجال أمام تفشي الأوبئة.
هذا الوضع المرعب تتحمّل مسؤولية مباشرة عنه المليشيات الحوثية بعدما ارتكبت الكثير من الجرائم التي استهدفت السكان بشكل مباشر، وعملت على تفاقم الأزمات على صعيد واسع.
في الوقت نفسه، فإنّ نظام الشرعية يتحمّل هو الآخر جانبًا من المسؤولية، وذلك بعدما قضى على فرص حسم الحرب على الحوثيين والقضاء على المليشيات الإرهابية.
فضلًا عن ذلك، مارست سلطات الشرعية "الإخوانية" ترديًّا كاملًا في الخدمات بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، وهو ما أدّى إلى مضاعفة الأعباء على السكان بشكل كبير.